لا نحتاج إلى أرض جديدة أو إلى سماء جديدة

** لا نحتاج إلى أرض جديدة أو إلى سماء جديدة **

أيها الثوار أعرف أن الإرتياب يمل...ؤكم من كل شئ ، وأن الماضى لا يزال يلف الحاضر ويحاصر المستقبل ، وأعرف أن كل حيل الماضى وخدع القديم لم تنطلى عليكم ولم تقعوا فى براثنها يوما ، وأنا أبشركم بأن أحداث عام الثورة الأول كانت سلسلة من إجراءات دفن كل القديم فى أيام شكلت المد الثورى ، فلتستعدوا للمد الثورى الثالث الذى سيخرج المستقبل إلى النور ، ولم يبقى سوى شه...ور تفصلنا عن مجد تاريخى سيحسدنا عليه كل من سيقرأ تاريخ البشرية.
عموما لن ينتهى القديم إلا بظهور الجديد ، ولن تنتهى ثقافة وممارسات قوى الماضى الظلامية إلا بسيادة الثقافة الجديدة المتحضرة والأكثر مسؤولية ، وعلى هذا لا تلوم الماضى فهو لا يعرف أفضل مما فعل ، وعلى الجديد أن يفهم أن هذه الممارسات ستسمر حتى يطغى الأفضل من أفعالنا نحن على واقع الحياة ، وفى النهاية أنا أؤكد لكم أننا لا نحتاج إلى أرض جديدة أو إلى سماء جديدة ولا إلى موارد جديدة ولكننا نحتاج ( أن نرى هذه الأشياء بعيون جديدة ).
لعل الوقت قد حان لننزف عرقا فى عمل مخلص وجاد لإنقاذ المستقبل من براثن الفوضى والأفاقين الذين يدفعون الوطن إلى الصراع والتوتر الدائم ، لا نريد أن تكون حياتنا سلسلة من الفرص الضائعة ، فها هى إنتخابات مجلس الشعب والشباب بعيدا عن فرص النجاح ولم تحاول التيارات والأحزاب السياسية إحتضان الشباب على قوائمها وكان منها ما كان من الحزب الوطنى فى الماضى الغابر ، ومصر كلها الآن فقدت الأمل فى هؤلاء الحمقى والمهرجين السياسيين وفهم الجميع أن الأفاقين سيقفزون دائما على كل المكاسب والمغانم دونما تضحيات ، لقد بدأ الجميع يبحثون عن رئيس يتجاوز كل هذا الإحباط والفشل الذريع ، لعله يحمل رؤية لأمل العبور إلى المستقبل ، وأرى أن التضحيات لن تكون فقط فى التعبير عن الرفض والغضب ولكنها ستقود إنجازات حضارية هائلة لتسطر كلمات من نور ضحى كثيرا بالنفس والنفيس من أجل وطن ليس ككل الأوطان ، حمى الله مصر ووقاها شر الفتن.

أحمد الألفى
22/12/2011 م