شهـــــداء وأبطــــــال أبناء الدقهلية

اكتوبر 2009
7
شهـــــداء وأبطــــــال أبناء الدقهلية "أكلوا" الدبابات الصول مدمر الزوارق.. والمصري صائد المدرعات المصدر: الأهرام اليومى بقلم: تامر عبدالرؤوف عطية عبد الحميد محمد حسن

ابطال حرب اكتوبر اثناء اقتحام المواقع الاسرائلية


يقول البطل أحمد يحيي حسانين ابن بلقاس الذي يعمل حاليا مديرا عاما بجامعة المنصورة إنه عبر القناة مع أول دفعة بواسطة البرمئيات وتسلق الساتر الترابي بسرعة ليجد أمامه حفرة فألقي بنفسه بداخلها وكانت علي بعد 100متر من شاطئ القناة وكانت الحفرة تستخدم كموقع دبابات للعدو وما أن شاهد أول دبابة إسرائيلية تتقدم من قرية الجلاء في سيناء نحو زملائه حتي أطلق أسرع صاروخ في هذه المنطقة ليدمرها تدميرا وتعلو تكبيرات الجنود المصريين "الله أكبر. الله أكبر" وكانت هذه هي الدبابة الأولي التي يتم تدميرها بالقطاع الأوسط.
- معركة الطالية:
حضر المقدم عبدالجابر أحمد علي ـ قائد كتيبة الصواريخ ـ وطلب سحب طاقمين من هذا الموقع لتخفيف الضغط عن موقع آخر في منطقة الطالية وكان حظي مع زميلي إبراهيم حسين وتم اختيارنا للانتقال تحت قيادة النقيب الزيني ونجحنا في احتلال أقوي نقطة قوية التي كانت تعرف باسم الدشمة (57) الإسرائيلية, ودمرنا دبابة وسط فرحة وتكبير الجنود المصريين وفي هذه اللحظات اندفعت أسراب الطيران الإسرائيلي نحونا وراحت تحلق فوقنا وتلقي بحمولاتها من قنابل البلي والنابالم المحرمة دوليا حولنا من كل جانب واعتقد من رأي هذا المنظر أنه لم يعد هناك مصري واحد علي قيد الحياة ولكنني فوجئت بإصابة زميلي إبراهيم حسين بشظية في يده ولم يكن مصدقا أنني مازلت حيا فأقسمت أن آخذ بثأره فقمت بتجهيز صاروخ ودمرت به دبابة. وفي اليوم التالي شاهد النقيب الزيني دبابة في موقع يصعب تدميرها منه فقال سم الله واضرب وبالفعل نجحت بتوفيق الله في تدميرها وعندئذ عاود الطيران الإسرائيلي الهجوم ودمر خزانات المياه الخاصة بنا وظهرت دبابة إسرائيلية من جهة اليمين ومن خلفها طابور من الدبابات فقمت بتدمير واحدة منها فاضطرت زميلاتها للتراجع إلا أنها عادت إلي الظهور من خلف الساتر الترابي لاحتلال موقعنا وكان ذلك بعد غروب شمس يوم 16أكتوبر وطلب مني النقيب الزيني إطلاق صاروخ تطفيش ولما كان هذا الصاروخ يحدث ذعرا بين العدو فقد أدي ذلك إلي إصابة 6 دبابات مرة واحدة ونجحنا بعد ذلك في تدميرها وإحراقها بالكامل.
- أكلة الدبابات:
أما إبراهيم السيد عبدالعال الذي يعمل حاليا مراجعا ماليا بالشئون الاجتماعية بالمنصورة فيقول إنه التحق بالقوات المسلحة عام 69وتم تدريبه تدريبا شاقا بالكتبة (35) فهد التي كان قائدها المقدم عبدالجابر أحمد علي وكنت ملازما لزميلي المقاتل محمد عبدالعاطي شرف الذي عرف فيما بعد بصائد الدبابات الإسرائيلية "رحمه الله" لأنه نجح في اصطياد 23دبابة وعندما بدأت الحرب نجح في تدمير 6 دبابات في يوم 8 أكتوبر خلال نصف ساعة وفي اليوم التالي نجح مع زملائه في تدمير 12دبابة أخري ومنعوا تقدم أكثر من 40دبابة كان العدو قد دفع بها في هجوم مضاد فأصاب 5 منها بتوفيق الله ويضيف لقد كان هذا اليوم هو قمة القتال حيث دفع العدو بهذه الدبابات في هجوم مضاد بهدف استعادة المواقع التي فقدها والوصول إلي القناة ولكننا نجحنا في وقف تقدمها, وقد نالت هذه المعركة التي دمرنا فيها 37دبابة واستمرت أكثر من 14ساعة نصيبا كبيرا من الدعاية وكانت تسمي بمعركة "المزرعة الصينية" خاصة في وسائل الإعلام الأجنبية وأفردت لها فصولا كاملة في بعض الكتب التي تناولت بطولات حرب أكتوبر.
- دمر 17دبابة إسرائيلية:
ويقول بكر إسماعيل العدل ابن قرية ميت العامل مركز أجا الذي يعمل حاليا مفتش أول للإرشاد بمنطقة أجا للإصلاح الزراعي أنه نجح وحده في تدمير 17دبابة, وكسر قاعدة أن الحديد لا يفله إلا الحديد بل يفله الرجال برغم أنهم من قوة كتيبة مشاة ويتذكر بكر أنه حقق رقما قياسيا في تدمير المجنزرات الإسرائيلية حيث استطاع تدمير 8 دبابات خلال 10دقائق فقط وحال نقص الذخيرة وقتها دون تدمير عدد أكبر في هذا اليوم ويضيف أنه وزميله محمود السيد عبدالرحمن ابن قرية هلا مركز ميت غمر نجح هو الآخر في تدمير 7 دبابات أخري خلال هذه العملية وأن هذه المعركة كانت سيمفونية رائعة عزفها باقتدار أبطال من الدقهلية حيث كنا نطلق صواريخ فهد جهة اليمين فتهرب الدبابات الإسرائيلية ناحية اليسار ويصوب زميلي محمود صواريخه عليها فتفر ناحيتي لأقوم باصطيادها وكذلك زميلي محمود لدرجة أننا اشتركنا معا بصاروخين في تدمير دبابة واحدة وقدمني اللواء بكير محمد بكير القائد الجديد للفرقة (16) وبعد المعركة للدكتور كمال أبو المجد الذي كرمني وعدت إلي قريتي حيث استقبلني خلالها أهالي البلدة بالزغاريد وحملوني علي الأعناق بعد أن كانوا قد فقدوا الأمل في عودتي.
- مدمر الزوارق:
قري صغيرة في محافظة البحيرة شهدت مولد ابطال نصر اكتوبر المجيد ففي بداية جولتنا رافقنا بطل من ابطال النصر وهو اللواء محمد حسن الصول رئيس جمعية الشبان المسلمين في دمنهور وهو صاحب القصة الشهيرة عام 84عندما قام باحباط اكبر عملية تهريب للمخدرات والحشيش.
عبر ساحل ادكو واللواء محمد حسن الصول ابن من ابناء محافظة البحيرة وقام باعمال بطولية خلال حرب اكتوبر حيث قام بتدمير 12زورقا اسرائيليا وكان ضمن النسق الاول في كتيبة الاستطلاع والتي استطاعت تدمير عدة مواقع وقامت بأسر 18جنديا اسرائيليا.
واصيب الصول خلال الحرب وحصل علي نوط الشجاعة ونوط الواجب من الدرجة الاولي.
- محمد المصري:
كم كانت دهشتنا عندما رأيناه مرتديا جلبابه البلدي المتواضع ممسكا بمسبحته في يده اليمني جالسا علي ناصية أحد الشوارع بمدينة أبو المطامير في انتظارنا معقول! أهذا هو الرجل الذي دمر بمفرده لواء للمدرعات اشتمل علي 27دبابة من بينها دبابة (عساف ياجوري) القائد الاسرائيلي للواء 190مدرعات. تغيرت ملامح وجهه بعض الشئ لكنه لايزال يحتفظ ببريق النصر في عينيه ومعاني العزة والتضحية وحب الوطن والتي ميزت جيل اكتوبر. نعم انه (محمد ابراهيم عبدالمنعم المصري) الشهير بـ محمد المصري. صائد الدبابات والذي بسببه أصبح الاسرائيلون يطلقون علي الثامن من اكتوبر عام 73"اليوم الأسود ويوم خيبة الامل والالم العظيم".