ميت الفرماوى ( مصطفى الشربينى )
ادارة المنتدى ترحب بكم وتتمنى لكم وقت ممتع ونرجو التسجيل فى المنتدى ووضع مساهمات
مصطفى الشربينى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ميت الفرماوى ( مصطفى الشربينى )
ادارة المنتدى ترحب بكم وتتمنى لكم وقت ممتع ونرجو التسجيل فى المنتدى ووضع مساهمات
مصطفى الشربينى
ميت الفرماوى ( مصطفى الشربينى )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
»  (الست دي شلق)
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Emptyالثلاثاء 22 فبراير - 20:41 من طرف سامى امين

» حدث فى قرية البوها 22- 2- 202
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Emptyالثلاثاء 22 فبراير - 20:30 من طرف سامى امين

» السادة نواب مجلس الشعب
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Emptyالأربعاء 16 فبراير - 20:08 من طرف سامى امين

» المركز الاعلامى للنائبة المهندسة ميرفت عازر نصرالله
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Emptyالأربعاء 9 فبراير - 19:28 من طرف سامى امين

» الكابتن عمرو عباده جاد وكيل البحث الجنائى بجنوب الدقهليه ابن ميت الفرماوى
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Emptyالخميس 3 فبراير - 19:35 من طرف سامى امين

» الملك سعود
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Emptyالثلاثاء 1 فبراير - 20:22 من طرف سامى امين

» بعشرة_جنية_هنطورها
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Emptyالإثنين 31 يناير - 19:23 من طرف سامى امين

» بناء المساجد وإعمارها
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Emptyالإثنين 31 يناير - 19:21 من طرف سامى امين

» ميت الفرماوي كوميكس
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Emptyالإثنين 31 يناير - 19:20 من طرف سامى امين

»  ممكن تبيع سنين .
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Emptyالثلاثاء 25 يناير - 19:58 من طرف سامى امين

بحب بلدى(مصطفى الشربينى)

التبادل الاعلاني
للتبادل الاعلانى يرجى ترك رساله او الاتصال على الرقم التالى
01501828730
الاداره:-مصطفى الشربينى
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
سامى امين - 3391
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_rcapعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Voting_barعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_lcap 
Admin - 304
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_rcapعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Voting_barعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_lcap 
ahmed nazeih - 68
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_rcapعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Voting_barعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_lcap 
د احمدحسن - 49
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_rcapعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Voting_barعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_lcap 
محمد سمير - 44
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_rcapعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Voting_barعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_lcap 
عادل مصلحى - 40
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_rcapعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Voting_barعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_lcap 
خالد الملاح - 39
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_rcapعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Voting_barعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_lcap 
منتصر - 27
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_rcapعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Voting_barعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_lcap 
احمد محمد سعيد جاد - 26
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_rcapعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Voting_barعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_lcap 
هيثم كمال1 - 24
عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_rcapعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Voting_barعبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Vote_lcap 

مقالات الصحفى مصطفى الشربينى
مقالات الكاتب الصحفى مصطفى الشربينى حصريا على موقع ميت الفرماوى mostafaahmedelsherbiny@yahoo.com

عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر

اذهب الى الأسفل

عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر Empty عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر

مُساهمة من طرف سامى امين الأربعاء 9 مارس - 14:09

عبدالحميد شتا.. احترق لننتصر


2/15/2011 2:50 am

0Share0Email0ShareNew

كتب:

زميلي العزيز الأستاذ عبدالحميد على شتا.. أليس هذا اسمك الكامل؟.. لن أنساه، بل لا يمكن أن أنساه.. فأنت اسم وسيرة وعلم واستشهاد (أو انتحار) لاتزال تتابعني وتطاردني، في صحوي وفي المنام.. أذكرك كثيرًا وأتذكرك أكثر، وكلما تذكرتك ازددت حنينًا إلى لقياك.. شعور غريب، أليس كذلك؟.. من أين يأتي هذا الحنين مع أني لم أرك يومًا.. لم أجلس إليك.. لم أتحدث معك، لم أقرأ لك.. ولكني كتبت عنك، خاصة هنا، على صفحات هذه الصحيفة.. فقد هزني موتك، وأحزنني فراقك، ليس لانتمائك فقط إلى معهد أعتز به، وأعز جميع خريجيه (ما عدا اثنين!) بل لأن رحيلك المأساوي كان عاصفة هزتني من الأعماق، وزادتني حزنًا على حزن، حزني يعرفه كل من يتأمل قسمات وجهي، خاصة منذ يوم الهزيمة المرة في يونيه 1967.. وهي تجربة أظنك لم تعشها ولم تتجرع كأس مرارتها.
عند هذا الحد، لعلك تتساءل: لماذا تكتب لي الآن بالذات؟.. أكتب لك أولاً وفاءً لعهد قطعته لك بأني لن أنساك.. وأكتب لك لأن اسمك تردد كثيرًا منذ سار على دربك شقيق لك من تونس، اسمه محمد بو عزيزي، بعد أن جرحوه كما جرحوك، حين قالوا عنك إنك «غير مقبول اجتماعيا»، فحرموك من وظيفة أنت جدير بها.. أما الشقيق التونسي فقط لطمته موظفة في البلدية على وجهه، حين أمرت أحد العمال بأن يرمي كمية خضار كان يبيعها ليأكل عيشه ويعول أسرته ـ على الأرض.. وعندها لم يجد مفرًا من إشعال النار في جسده، فاحترق، ولكن احتراقه الذي اعتبره استشهادًا (وقد يرونه انتحارًا) أشعل ثورة في طول تونس الخضراء وعرضها، ثورة انخرط فيها الشعب التونسي كله، فخرج ثائرًا ضد حاكم قاهر، ولم يتوقف إلا بعد أن أسقطه وطرده من تونس كلها.. الغريب، يا أخي عبدالحميد، أن الأخوة التوانسة الذين تذكروا ورددوا قصيدة شاعرهم الجميل أبو القاسم الشابي ومطلعها الرائع: «إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر»، تذكروا اسمك وراحوا يرددونه ويقارنون بينك وبين شهيدهم محمد بو عزيزي.. وكنت أتمني أن أطالع لك ومعك بعض ما كتبوه عنك.. ولكن الوقت غير مناسب الآن، والمساحة المتاحة لا تسمح بذلك، ولا بجزء منه.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن اسمك وصورتك وشبحك وقصة استشهادك.. كل هذا راح يطاردني وأنا أقول في ميدان «حرية الشهداء» الذي كنت تعرفه باسم ميدان التحرير.. فمنذ 25 يناير الماضي تحول هذا الميدان إلى ثورة امتدت حتى كتابة هذه السطور ستة عشر يومًا كاملة، بلياليها ونهاراتها التي امتدت وتواصلت وتداخلت فأصبحت يومًا واحدًا طويلاً.. وفي هذا الميدان رأيت زملاءك وأشقاءك الذين احترقت أنت ـ واحترق مثلك آخرون ـ كي ينتصروا بل ننتصر جميعًا.. في وجوه هؤلاء أتأمل فأري وجهك الذي لم أشاهده يومًا، وأري في حيويتهم ونشاطهم واندفاعهم وعنفوانهم صورة منك.. وأهيم على وجهي في وسطهم، وفي وسط «ناس كتير» من الدلتا ومن الصعيد، ومن بحري ومن قبلي، ومن أبناء القاهرة أبًا عن جد، وأجدني فجأة أرفع الصوت بكلمات الشاعر الذي غاب عني اسمه:
«إذا لم تحترق أنت/ وإذا لم أحترق أنا/ فكيف يضيء العالم».
والمؤسف، يا أخي عبدالحميد، أن الذين احترقوا كثيرون، بالمئات، إنهم يزيدون على 300 شهيد، في عمر الورود أو الزهور، وكل واحد منهم أروع من الثاني، في وقفته وفي جسارته، وفي إقدامه على الموت، وهو يصرخ:
«اضربونا بالرصاص.. عن الموت لا مناص».
ولا أعرف يا أخي أين تعلموا هذا الدرس، وعلي يدي أستاذ أتقنوه، ولكن ما لايخفي علي، ولا عليك، أنهم جميعًا احترقوا، أو انتحروا أو استشهدوا من أجل أن يكون لكل مصري ومصرية نصيب عادل من خيرات هذا الوطن، من أرضه، من هوائه، ومن ترابه.. ولذلك فإن صورة كل واحد منهم عبارة عن قطعة جميلة وصلبة من أرض مصر.. ولك أن تتصور معي حين يكون المصري والمصرية جميلاً وصلبًا.. وهنا، لن أذكر لك أسماء، لأني لا أريد أن تبكي وأنت في قبرك.. خاصة أن هؤلاء ـ مثلك ـ لا يكفي أن نبكيهم أبد الدهر، بل يجب أن تظل صورهم مشرقة أمام عيوننا، وفي قلوبنا، ومن أجل ذلك سأكتب لك قريبًا رسالة طويلة أقص لك فيها حكاية كل واحد منهم ومنهن، وقد أروي لك بعض ما كتبه الشعراء عنك.. وأظنك قرأت وأنت في دار الخُلد بعض ما كتب عنك بكاءً ورثاءً ومديحًا.. فقد كتب عنك الكثير، ومن أجمله ما كتبه سليمان الزهيري بعنوان: «إلي شهيد الظلم عبدالحميد شتا: غير لائق» والقصيدة على موقع عنوانه: «مصر أولاً ودائمًا وللأبد»، أي أن الحكاية كلها، أصلها وفصلها: مصر، ومن أسف أنها ليست مصر واحدة، بل مصريون: مصر الظلم ومصر العدل، مصر الفقراء ومصر الأغنياء.
وأرجو ـ يا أخي عبدالحميد ـ ألا تقول لي: إنك تعرف هؤلاء وأولاء.. لو عدت إلى حياتنا الدنيا ستجد أغنياء لم تعرفهم في حياتك، إنهم لا يتكلمون بالآلاف من الجنيهات، والدنانير والدولارات، بل يتكلمون بلغة الملايين، أما ثرواتهم فبالمليارات.. ربما سمعت في حياتك عن ملياردير أو اثنين أو حتى ثلاثة، ولكنهم اليوم بالعشرات، وثرواتهم أيضًا بعشرات المليارات.. أما الفقراء فقد ازدادوا فقرًا، وأصبح فقرهم «دكر» كما نقول في الصعيد عن «الفقير الكحيتي».. ولذلك فإن حالهم انقلبت.. ستسألني كيف كان ذلك وفي أقل من عقد من السنين؟.. هنا تريد أن تذكرني بأنك تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في عام 2000، وتقدمت إلى امتحان الملحقين التجاريين في 2002، وعلي الرغم من تفوقك ونبوغك وأولويتك على دفعتك بتقدير امتياز، إلا أنهم رأوك واعتبروك وأهانوك ونزعوا عنك إنسانيتك حين وصموك بأنك «غير لائق اجتماعيا».. يومها وجدت هذه العبارة سكينًا غرز في قلبك فاندفعت الدماء منه، وصعدت روحك قبل أن تلقي بنفسك في النيل.. كان هذا قبل أقل من عشر سنوات، ومنذ ذلك اليوم، انتحر أو استشهد مصريون كثيرون، بعضهم فعل ما فعلت: احتضن النيل وغاص في مياهه، وبعضهم أبي إلا أن يشعل النار في نفسه، أو ينصب لنفسه مشنقة بدائية.. المهم أنه يتخلص من حياته، ويحترق.. من أسف أن كثيرين من هؤلاء مضوا شهداء دون أن يشعر أو يهتم بهم أحد، ولكنهم في مجموعهم كانوا دليلاً حيا على مدي الهوان الذي يلقاه الإنسان في بلدنا، وكيف أنه أصبح بلا قيمة، لأن لدينا من هؤلاء الكثير.. ولن يجف النيل أو يزلزل الهرم لو مات من هؤلاء ألف أو حتى مليون.. ولا يخفي عليك أن هذا من عقيدة من يسمونهم «الليبراليين الجدد» الذين ابتلانا الله في السنوات العشر الأخيرة بنفر منهم، كان كل همهم أن يزيدوا الفقراء فقرًا، وأن يزيدوهم عددًا، بحيث أصبح عندنا منهم ملايين وملايين، يكادون لا يجدون مأوي، ولا يتمتعون بملبس، أما أكلهم فعلمه عند ربك.. يعني ببساطة، مصر التي كنت تعرفها واحترقت احتجاجًا عليها، ساءت أكثر وأكثر، ولولا الثورة النبيلة التي «دبرها» وأشعلها شباب كالورد مثلك فإن أحدًا لم يكن يدري إلى أين تسير أو تنحدر مصر.. ولولا أن «إخوة» في السودان سرقوا قبل سنوات عنوان «ثورة الإنقاذ» فإن هذا الاسم هو أليق اسم بالثورة التي اشتعلت في بلادنا منذ 25 يناير الماضي، ولاتزال تتصاعد عند كتابة هذه الكلمات.
عزيزي عبدالحميد: إني كتبت لك اليوم لسبب آخر غير الأسباب التي ذكرتها من قبل.. صحيح أنك ابن كليتي التي أعتز بها، بخريجيها وأساتذتها وعلمها، وصحيح أني أتعاطف مع كل مظلوم، فما بالنا حين يؤدي الإحساس بالظلم إلى الاحتراق.. هذا السبب الآخر يكمن في تشابه بين تجربتك وتجربة مررت بها، ولكن الظروف مختلفة تمامًا، فقد كان من يحس بالظلم يكتم غيظه ويدوس على آلامه، لأنه كان يجد من يسانده، ومن يقف معه ويتعاطف مع حالته.. إذا كانوا حرموك من «التمثيل التجاري» بدعوي أنك «غير لائق اجتماعيا»، فقد طردوني من العمل الإداري بوزارة الخارجية بعد أربعة شهور فقط من تسلمي هذا العمل، كان هذا في أواخر 1965 وأوائل 1966.. وكان ذلك لأني «غير لائق أمنيا» أو بتعبير آخر «يعتنق الشيوعية دون أن ينضم إلى أي تنظيم».. الغريب، أن هذا حدث في وقت كنت أعمل في الصحيفة التي كان يصدرها «الاتحاد الاشتراكي العربي» وهي نشرة «الاشتراكي».. ربما لم أحزن كثيرًا، ولكن الأمر هزني أيامًا معدودة، بعدها وجدت بجانبي الصديق حسين عبدالرازق الذي نقل الأمر إلى السيد كمال الدين رفعت أمين الدعوة والفكر، ثم إلى الأستاذ محمد فايق وزير الإعلام الذي تولي أمانة الدعوة بعد ذلك.. ولم يتم فصلي بل تم نقلي إلى وزارة الاقتصاد.. وحمل الدكتور على الدين هلال مذكرتي إلى السيد زكريا محيي الدين نائب رئيس الجمهورية عندئذ، الذي قال له إن هذه المسألة في إطار اختصاصات السيد المشير عبدالحكيم عامر.. ولم يتوقف عملي في «الاشتراكي».. كما أن أستاذي الدكتور إبراهيم صقر رشحني لدورة في المعهد العالي للدراسات الاشتراكية، كي انتدب من وزارة الاقتصاد، وبعد هذه الدورة بشهور انتدبني السيد محمد فايق لمكتبه في وزارة الإعلام دون أن أذهب إليه، بل تفرغت للعمل في أمانة الدعوة والفكر، وأكثر ما آلمني في هذه التجربة، أن والدي رحمه الله وافته المنية في هذه الظروف، حيث كانت رجلي في الغرب والثانية في الشرق.. الطريف في الأمر أن الرجل الذي كتب التقرير الأمني جمعتني به الظروف يومًا في منزل أستاذي محمد عودة ـ رحمه الله، الذي طلب مني أن أنشر بعض ما كان يكتبه في صحيفة «الأهالي».. وقد كان وربما يكون قد أهداني أحد كتبه عن تأملاته في ثورات مصر.. ولك أن تتأمل معي هذه المفارقة.. وما أكثر المفارقات في حياة كل شخص منا.
كانت أيامًا، اختلط فيها الإيجابي بالسلبي والأبيض بالأسود، ولكنها كانت أيامًا تفوح بالأمل، وتبشر بمستقبل سعيد، جعل المرء والعشرات وربما الآلاف من أمثالي يتلقون مثل هذه الضربات وهم واقفون، دون أن ينحنوا، أو ينكسروا، فقد وجدوا كثيرين يقفون إلى جانبهم، ويساندونهم ولو بكلمة طيبة، تفتح لهم أبوابًا وتضيء طرقًا.. بل إن التجربة السياسية في ذلك الوقت كانت تدفع كثيرين إلى أن يسيروا بالمبدأ المعروف في الحياة العسكرية: «نفذ العقوبة ثم تظلم».. أما أنت وأمثالك ـ وهم كثيرون ـ فقد افتقدتم بكل أسف هذا «الجو المصري الحميم»، جو العطف والتعاطف والمساندة، ومد اليد لتكون قنطرة يعبر عليها المأزوم أزمته.. أعرف أنك حين أقدمت على الاستشهاد بل ودفعت إليه لم تجد بجانبك رجالاً من أمثال: محمد فايق وكمال رفعت وسامي داود وحسين عبدالرازق وإبراهيم صقر وإبراهيم سعد الدين وفوزي منصور، وعلي الدين هلال، نعم على الدين هلال نفسه، ولم تجد حولك كوكبة الزملاء أبناء الدفعة ـ دفعة 1965 من كلية الاقتصاد ـ الذين أحاطوك ولو بكلمة.. كما أن الأجواء في هذا البلد كانت قد تدهورت أو ازدادت تدهورًا حتى عن سنوات السبعينيات حين اعترض الأمن على زميلك أنس مصطفي كامل وحرمه من الالتحاق بالسلك الدبلوماسي، كان ـ رحمه الله ـ متفوقًا مثلك، وكان يساريا في وقت كانت فيه الحملة على اليسار واليساريين مشتعلة، فحمل قضيته إلى مجلس الدولة، إلى القضاء المصري الشامخ.. الذي حكم له بأحقية الالتحاق بالسلك الدبلوماسي.. وقد كان.. ولكن الموت اختطفه سريعًا، وغاب عن هذه الدنيا نجم من نجوم هذه الكلية المعطاء.. وقد سانده في وقفته هذه دفاعًا عن حقه أزهري عظيم ـ وما أكثر العظماء من الأزهريين ـ هو الأستاذ الدكتور محمد سعاد جلال الذي رأيت أنس في بيته، وكان هذا هو اللقاء الوحيد بيننا، أما أنت فقد حرمتني رؤياك وتركت لي ذكراك، وقد عاهدتك بأني لن أنساك.. وها أنا أتذكرك اليوم في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه بلادنا.. كم كنت أتمني لو كنت بيننا في هذه الأيام.
عزيزي عبدالحميد: أكتب هذه الرسالة وأنا في عجلة من أمري، أريد أن ألقي نظرة على زملائك وأشقائك الذين خرجوا يثأرون لك ولأمثالك، وأنتم كثيرون، ويرفعون رايات ولافتات وشعارات تقول كلمة واحدة: «عبدالحميد شتا لن يستشهد بعد اليوم».. إذن اهدأ في مثواك واطمئن أن مصر تغيرت على يدي من؟.. من هم هؤلاء؟.. إنهم كثيرون.. وفي رسالة أخري سأحكي لك حكايتهم وسأرصعها بأسمائهم، أما اليوم فيكفي أن أقول لك: «حقك رجع إليك.. فـ«مصر» لا تنسي أبناءها، وبعد اليوم لن تفرط فيهم، لن تبيعهم برخيص».
واليوم ـ يا أخي عبدالحميد ـ يجب على أن أطهر قدمي بتراب أرض «ميت الفرماوي»، وأذهب إلى داركم لأقدم واجب العزاء الذي لم أستطع القيام به في يوم استشهادك.. وأرجو أن يكون والدك قد امتد به العمر اليوم ليتلقي العزاء، فهذا وقته، وهذه مناسبته.. أما أنت فقد كنت باستشهادك ـ واستشهاد أمثالك ـ أحد الذين مهدوا الطريق لاشتعال هذه الثورة، سواء سميناها ثورة 25 يناير، أو ثورة الشباب، أو ثورة مصر، التي أثق أنها لن تنساك.
سامى امين
سامى امين
مدير عام موقع ميت الفرماوى
مدير عام موقع ميت الفرماوى

عدد المساهمات : 3391
نقاط : 24346
السٌّمعَة : 23
تاريخ التسجيل : 21/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى