-حديث القران عن الشباب.

‏محمد عليم‏
قمت بفضل الله تعالى بأداءخطبة الجمعة بمسجد التلالين بقرية اوليلة مركز ميت غمر دقهلية اليوم الموافق 1-2-2013م الموافق 20 ربيع اول 1434ه وكانت بعنوان ( الشباب مشكلة وعلاج ) وكانت تدور الخطبة حول العناصر الاتية:-

1-حديث القران عن الشباب.
2-نماذج من السلف الصالح.
3-بعض الحلول لمشاكل الشباب العصرية.

اولا :حديث القران عن الشباب حيث ذكر الله عز وجل الشباب فى القران وتحدث عنهم ومن اوضح الامثلة على ذلك حديث القران عن سيدنا ابراهيم الخليل حينما هداه الله الى حقيقة الايمان بالله الخالق للكون وحطم الاصنام وحينما فوجىء قومه بتكسير الاصنام كانت النتيجة قولهم ( سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم ) فتعبير القران بالفتى اكبر دليل على سن الشباب الراشد وانهم البداية للتغيير الحقيقى ومن يحمل اللواء لدعوة الحق .

وهناك نموذج اخر من القران حينما يتحدث الابن الشاب مع ابيه بأدب واحترام وهو سيدنا ابراهيم صلى الله عليه وسلم حين خاطب اباه ( يأبت لم تعبد ما لا يسمع ولايبصر ولايغنى عنك شيئا ) وفى نهاية الحديث حينما لم يستمع صوت الكبار لصوت الشباب الذين هداهم الله للحق كان الرد الجميل على الوعيد(قال سلام عليك سأستغفر لك ربى) ولذلك اعطاه الله ولدا مؤدبا مثله يؤمن بالله الحق وهو ابنه سيدنا اسماعيل عليه وعلى ابيه وعلى نبينا افضل الصلوات واتم التسليمات حين عرض نبى الله ابراهيم على ابنه اسماعيل امر الله تعالى بالذبح كان الرد الحسن ( قال يأبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين ).

والنموذج الثالث سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم حين امره الله ان يذهب الى فرعون ( اذهبا الى فرعون إنه طغى . فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) وحينما دار الحوار مع فرعون ذكر فى معرض حديثه فارق السن . وبين كيف يتحدث الشباب مع وجود الكبار الذين هم اكثر خبرة وعمرا (قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين) ولكن الحق ظاهر مع من يحمله سواء كان شابا او شيخا. وفى النهاية يظهر الله الحق على يدى من يحمله.

والنموذج الرابع :سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم وكيف اظهر الله دعوته وهو طفل رضيع ( قال إنى عبد الله ءاتانى الكتاب وجعلنى نبيا وجعلنى مباركا أينما كنت وأوصانى بالصلاةوالزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا ) وظل يحمل دعوة الحق واعبائها وهو شاب بعيدا عن متاع الدنيا واعجاب الشباب بمفاتنها وزخرفها .

والنموذج الخامس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث ارسله ربه هاديا ومبشرا ونذيرا ومن الله عليه بفضله ( ألم يجدك يتيما فأوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى )وظل طوال صباه وشبابه مثالا للشاب القدوة حتى لقبه قومه بالصادق الامين.

ثانيا نماذج من السلف الصالح :لو نظرنا نظرة حقيقة الى السلف لوجدنا اعظم الامثلة على ذلك الصديق رضى الله عنه حيث اسلم وكثير من الصحابة مثل عمر بن الخطاب وعثمان وعلى وغيرهم وهم فى سن الشباب ومن حمل اللواء والراية من بعدهم الشباب .

ومن الخلفاء ايضا عمر بن عبد العزيز حيث نشر الحق والعدل وهو فى سن الثلاثين من عمره وذلك ردا على من يدعى ان الشباب قليل الخبرة والمعرفة والادراك وانه يجب ان يتولى المناصب اصحاب الخبرات من تعدى عمره الستين او يزيد .ويدلل ان العبرة بالكفاءة والقدرة على العطاء وعلى اصحاب الخبرات تعليم الشباب تحت ايديهم ولا يؤثروا انفسهم على المصلحة العامة للبلاد والعباد بل يقدموا المنفعة العامة على الخاصة وليتذكروا ان الايام دول ولا يبقى من العمل الا ما كان خالصا لله تعالى.
ومن اروع الامثلة على ذلك أسامة بن زيد حيث قاد جيش المسلمين لحرب الروم وهو ابن السادسة او السابعة عشر من عمره فكان قائدا للقوات الاسلامية او رئيس الاركان او سم ما شئت من مسميات وطعن الناس عليه بسبب انه شاب وقليل الخبرةو الدراية ولكن النبى صلى الله عليه وسلم وضع حدا لذلك حينما رفض الاعتراض عليه واصر على قيادته للجيش رغم صغر السن. ولكنه وضح مثلا فى كيفية الاستفادة من طاقة الشباب وحميتهم وحماسهم فى الدفاع عن الحق والعدل ولذلك كان النصر من الله سبحانه وتعالى على يديه. ألا فليعتبر وليتعلم الناس والقادة والساسة من سيد البشر صلى الله عليه وسلم الذى كان يعطى كل ذى حق حقه وما يستحقه من تقدير واجلال واستغلال الشباب اعظم استغلال فى خدمةالدين والبلاد بعيدا عن تركهم فريسة للاهواء والضلال والفساد والدمار.

ومن الامثلة ايضا الامام الشافعى الولد الصغير الذى جاهدت امه ليكون من اهل العلم حيث كانت تبحث له عن العلماء ليتعلم على ايديهم العلم وهى تنفق عليه وليس كما تحرص العديد من الامهات فى هذه الاونة من اشتراك ابنائهن فى بعض الاندية للعب او تعليمه ما لافائدة منه مثل الرقص والموسيقى ولكن ليكون من اهل العلم حتى حفظ الموطأ للامام مالك وهو فى العاشرة من عمره وجلس للفتيا وهو ابن الثانية عشر من عمره.وصار له مذهب فى نشر الدين فى ارجاء الدنيا كلها.

ومن الامثلةكذلك الامام البخارى حيث سار أميرا للمؤمنين فى الحديث وهو فى سن الشباب حيث حفظ مائة ألف حديث وألف صحيحه فى ستة عشر عاما. انظر اخى كيف جعل شبابه وعمره ووقته طاعة لله تعالى ولم يضيعه فيما لافائدة منه .

ثالثا:بعض الحلول لمشاكل الشباب :-حيث ظهرت هذه الايام جماعة من الشباب تسمى نفسها البلاك بلوك وظهر الاعلام ببيان انها جماعة ارهابية وغير ذلك من الكلام عنهم ولكننى اقول بعيدا عن الصراعات السياسية أين المسؤلون عن الشباب ووزارة الشباب كل ما يهم المسؤل افتتاح نادى او اعداد مؤتمرات دون النظر الحقيقى لمشاكل الشباب. فحرى بنا ان نبحث عن سبب المشكلة لهؤلاء لماذا يسعى هؤلاءالشباب ان يحرقوا او يدمروا او يخربوا ان ثبت ذلك. وذلك البحث واجب على الدولة باحضار المتخصصين من التربويين وعلماء النفس وعلماء الدين والنصح لهؤلاء الشباب وبيان حكم الدين والقانون فيما يفعلوا وسؤالهم ان اصروا على الدمار او الفساد عمن اقنعهم بهذا دون تعذيبهم اوسجنهم بغير حق لمجرد انهم يرتدون ملابسا معينة.ثم معاقبتهم ان ثبت عليهم فعل الجريمة بما يتناسب مع سنهم وعقلهم وفكرهم ومراعاة الاسباب التى ادت بهم الى ذلك. وكذلك دور الاباء والاسر فى ذلكومتابعة الابناء والبات فى تصرفاتهم ومعرفة الاصدقاء والاصحاب وتنظيم اوقاتهم ومساعدتهم على اتغلال الوقت فى كل ما هو نافع بعيدا عن الفساد وغرس الجانب الاخلاقى والدينى فى نفوسهم.

ومن الحلول ايضا الجلوس مع الشباب وسؤالهم عن افكارهم وتطلعاتهم الى المستقبل واستغلال طاقة الحماس للبناء وسؤالهم عن اهم المشروعات والمقترحات التى تدور فى اذهانهم ومساعدتهم على تنفيذ ذلك ما دام يخدم البلاد بعيدا عن التعقيدات الروتينية واللوائح والقوانين فلابد ان تكون هناك مشاركة حقيقية وفعالة من المسؤلين وهناك حوار جاد وحقيقى وليس مجرد حوار وتخدير للشباب .وعلينا ان نشعر الشباب ان هذا البلد ملكهم ويحملوا همها والعمل على تطويرها والنهوض بها حتى ترقى بين الامم .
واخيرا هناك حلول كثيرة اخرى نعرضها فى لقاء قادم ان شاء الله تعالى.

أعجبني · · متابعة المنشور · ‏2 فبراير‏، الساعة ‏04:03 مساءً‏
‏‎Mohamde Elshafey‎‏ , ‏‎Mohamed Salah Ahmed‎‏ و ‏‏3‏ آخرون‏ معجبون بهذا