منديشة.. أحفاد الملكة يحافظون علي جمالهم بالمياه الجوفية

منديشة.. أحفاد الملكة يحافظون علي جمالهم بالمياه الجوفية

محاسن السنوسي ١٤/ ٢/ ٢٠٠٧
في واحدة من أجمل بقاع صحراء مصر الغربية وعلي بعد ٣٦٠ كيلو مترًا غرب القاهرة، وتحديدًا في الواحات البحرية، توجد قرية صغيرة اسمها «منديشة»، ويبدو للوهلة الأولي عند زيارة منديشة أنك انتقلت إلي إحدي جزر المحيط الهادي، حيث الجمال الآدمي البعيد كل البعد عن طبائع وأوصاف سكان البوادي والصحاري.

وتعود قرية «منديشة» إلي عصور تاريخية سحيقة، فهي موجودة منذ تكوين الزمن الثالث السابق لعصور الأسر الفرعونية القديمة.

ومنذ ذلك الحين قرر سكانها عدم مغادرتها، علي عكس القبائل العربية والمهاجرة المنتشرة في الصحراء المصرية. وما من أحد يصل إلي «منديشة» إلا ويلاحظ التشابه بين ملامح سكانها، لدرجة عدم القدرة علي التفريق بينهم والأغرب من ذلك أن جميع سكان «منديشة» والذين لا يتعدي عددهم عبر حقب زمنية طويلة ٥ آلاف نسمة- يتمتعون ببشرة بيضاء ناعمة، تميل إلي الحمرة، بعكس سكان الصحراء أصحاب البشرتين الخمرية والسمراء.

الحاج عبد العليم سليمان عبد الله البالغ من العمر ٩٠ عامًا، والذي كان يعمل ضابطًا بحرس الحدود سابقًا، وصاحب كتاب «الواحات البحرية جنة الصحراء» يقول: «إن الواحات تعرضت لغزو القبائل الوافدة من الغرب، وكان من الطبيعي أن يحدث تزاوج بينهم وبين باقي قري الواحات البالغ عددها ٦ قري أخري، فإن منديشة أبت أن يدخلها أجناس أخري حفاظًا علي هويتها الجمالية.

ويضيف إن مجال سكان هذه القرية، مستمد من الطاقة الكونية للمكان، والمياه الجوفية الطبيعية، والتي تعرف بالمياه المعدنية التي يرتوي بها أهل منديشة.

وقال الحاج عبد العليم: هناك رواية أقرب إلي الأسطورة توارثتها الأجيال تقول إنه في العصور القديمة جاءت إلي القرية ملكة رومانية تدعي «منديشة» أو ريتشا وكانت فائقة الجمال قررت أن تستقر وتتزوج من هذه القرية، ولذا يعود إليها جمال القرية والتي عرفت فيما بعد باسم منديشة.

وأضاف قد تكون هذه الرواية أقرب إلي الحقيقة ولا سيما أن كلمة «منديشة» لا يوجد لها مرادف في اللغة المصرية القديمة أو العربية. والطريف كما يقول الحاج عبد العليم أن سكان هذه القرية إلي الآن لا يفضلون الزواج من خارجها.