ميت الفرماوى ( مصطفى الشربينى )
ادارة المنتدى ترحب بكم وتتمنى لكم وقت ممتع ونرجو التسجيل فى المنتدى ووضع مساهمات
مصطفى الشربينى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ميت الفرماوى ( مصطفى الشربينى )
ادارة المنتدى ترحب بكم وتتمنى لكم وقت ممتع ونرجو التسجيل فى المنتدى ووضع مساهمات
مصطفى الشربينى
ميت الفرماوى ( مصطفى الشربينى )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
»  (الست دي شلق)
صالون مغيث Emptyالثلاثاء 22 فبراير - 20:41 من طرف سامى امين

» حدث فى قرية البوها 22- 2- 202
صالون مغيث Emptyالثلاثاء 22 فبراير - 20:30 من طرف سامى امين

» السادة نواب مجلس الشعب
صالون مغيث Emptyالأربعاء 16 فبراير - 20:08 من طرف سامى امين

» المركز الاعلامى للنائبة المهندسة ميرفت عازر نصرالله
صالون مغيث Emptyالأربعاء 9 فبراير - 19:28 من طرف سامى امين

» الكابتن عمرو عباده جاد وكيل البحث الجنائى بجنوب الدقهليه ابن ميت الفرماوى
صالون مغيث Emptyالخميس 3 فبراير - 19:35 من طرف سامى امين

» الملك سعود
صالون مغيث Emptyالثلاثاء 1 فبراير - 20:22 من طرف سامى امين

» بعشرة_جنية_هنطورها
صالون مغيث Emptyالإثنين 31 يناير - 19:23 من طرف سامى امين

» بناء المساجد وإعمارها
صالون مغيث Emptyالإثنين 31 يناير - 19:21 من طرف سامى امين

» ميت الفرماوي كوميكس
صالون مغيث Emptyالإثنين 31 يناير - 19:20 من طرف سامى امين

»  ممكن تبيع سنين .
صالون مغيث Emptyالثلاثاء 25 يناير - 19:58 من طرف سامى امين

بحب بلدى(مصطفى الشربينى)

التبادل الاعلاني
للتبادل الاعلانى يرجى ترك رساله او الاتصال على الرقم التالى
01501828730
الاداره:-مصطفى الشربينى
نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
سامى امين - 3391
صالون مغيث Vote_rcapصالون مغيث Voting_barصالون مغيث Vote_lcap 
Admin - 304
صالون مغيث Vote_rcapصالون مغيث Voting_barصالون مغيث Vote_lcap 
ahmed nazeih - 68
صالون مغيث Vote_rcapصالون مغيث Voting_barصالون مغيث Vote_lcap 
د احمدحسن - 49
صالون مغيث Vote_rcapصالون مغيث Voting_barصالون مغيث Vote_lcap 
محمد سمير - 44
صالون مغيث Vote_rcapصالون مغيث Voting_barصالون مغيث Vote_lcap 
عادل مصلحى - 40
صالون مغيث Vote_rcapصالون مغيث Voting_barصالون مغيث Vote_lcap 
خالد الملاح - 39
صالون مغيث Vote_rcapصالون مغيث Voting_barصالون مغيث Vote_lcap 
منتصر - 27
صالون مغيث Vote_rcapصالون مغيث Voting_barصالون مغيث Vote_lcap 
احمد محمد سعيد جاد - 26
صالون مغيث Vote_rcapصالون مغيث Voting_barصالون مغيث Vote_lcap 
هيثم كمال1 - 24
صالون مغيث Vote_rcapصالون مغيث Voting_barصالون مغيث Vote_lcap 

مقالات الصحفى مصطفى الشربينى
مقالات الكاتب الصحفى مصطفى الشربينى حصريا على موقع ميت الفرماوى mostafaahmedelsherbiny@yahoo.com

صالون مغيث

اذهب الى الأسفل

صالون مغيث Empty صالون مغيث

مُساهمة من طرف سامى امين السبت 2 أبريل - 11:55

<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0>

<TR>
<td>موضوع: ما فعله الحزب الوطني بمصر صالون مغيث Emptyالخميس مارس 31, 2011 8:12 pm</TD>
<td class=post-options vAlign=top noWrap>صالون مغيث I_icon_quote </TD></TR>
<TR>
<td class=hr colSpan=2>

</TD></TR>
<TR>
<td colSpan=2>ما فعله الحزب الوطني بمصر‏(1)‏
لا أظن أن حزبا من الأحزاب‏,‏ طوال تاريخ الأحزاب المصرية‏,‏ وحتي أحزاب الأقليات‏,‏ قد فعل بوطنه ما فعله الحزب الوطني عبر تاريخه الطويل نسبيا‏,‏ بالقياس إلي حزب الاتحاد الذي قاده وفبركه زيور باشا رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فؤاد‏,‏ أو حزب الشعب الذي صنعه صدقي باشا‏
مزورا الانتخابات‏,‏ وملفقا دستور‏1930‏ الذي رفضته القوي الوطنية‏,‏ وحاربته إلي أن أعادت دستور‏1923‏ الذي صاغته لجنة الثلاثين التي أطلق عليها سعد زغلول اسم لجنة الأشقياء لأنها لم تكن تضم ممثلين من حزب الوفد‏,‏ ولكن هذه اللجنة صاغت الدستور العظيم الذي اضطر الملك فؤاد إلي إصداره بمرسوم ملكي‏,‏ بعد أن لم تنجح محاولاته في السيطرة علي اللجنة‏,‏ أو تقييد نزاهتها أو الانحراف ببعض النصوص‏,‏ فكانت النتيجة أفضل دستور عرفه التاريخ المصري الحديث‏.‏
وبرغم كل ما وجهه البعض من انتقاد إلي نصوصه‏,‏ فيكفي هذا الدستور أنه كان وراء الانتخابات النزيهة التي أدت إلي الانتصار الساحق للوفد في الانتخابات‏,‏ واكتساحه بقية الأحزاب‏,‏ وتولي الزعيم سعد زغلول الحكم علي أساس من الدستور الذي صاغته لجنة أخطأ سعد زغلول في تسميتها لجنة الأشقياء بينما كان الأجدر به أن يسميها لجنة الحكماء الذين نرجو أن يكون لدينا مثلهم في هذا الزمن الصعب أما الحزب الوطني فقد فاق في أفعاله وتبريره الحكم التسلطي الذي ابتليت به مصر‏,‏ ومارس الحزب بنفسه من أشكال القمع‏,‏ ما عاشت به مصر أصعب مرحلة في تاريخها الحديث ويمكن لي‏,‏ بوصفي مثقفا وطنيا مستقلا‏,‏ لا ينتمي إلي أي حزب‏,‏ أن أقرر أن ممارسات الحزب الوطني أدت إلي الكوراث التالية‏:‏
أولا‏:‏ إفساد الحياة السياسية باحتكار السلطة‏,‏ وما لازم ذلك واقترن به من تزوير إرادة الأمة‏,‏ والتلاعب الفاضح بانتخابات مجلسي الشعب والشوري وآخر كوارث هذا التلاعب التزوير المشين الذي حدث في كارثة الانتخابات الأخيرة لمجلسي الشعب والشوري‏,‏ الأمر الذي أدي إلي إلغاء المعارضة‏,‏ ومن ثم انتقالها من تحت قبة البرلمان إلي الشارع الذي وصل غضبه إلي درجة الانفجار الجماهيري الذي أشعله شباب وطني‏,‏ كان طليعة لثورة‏25‏ يناير وقلبها النابض وعقلها اليقظ‏,‏ وذلك علي نحو يذكرني‏-‏ والقياس مع الفارق‏-‏ بثورة‏1919‏ التي بدأت طليعتها من كلية الحقوق التي تبعتها بقية الجامعة المصرية‏,‏ فانتقلت العدوي إلي كل طوائف الشعب الذي تيقظ حسه الوطني وإرادته في الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية‏.‏
ثانيا‏:‏ محاولة إضعاف الأحزاب المعارضة علي نحو مستمر ومتزايد‏,‏ فضلا عن التآمر لإجهاضها من داخلها‏,‏ والتضييق القمعي علي حرياتها وحقوقها السياسية‏,‏ وذلك بما أدي إلي ضعف أحزاب المعارضة الشرعية‏,‏ ومن ثم نزوعها السلبي وميلها إلي التصالح مع حكومات الحزب الوطني المتعاقبة‏,‏ واكتفائها بدور الديكور أو التصالح مع السلطة بأساليب مباشرة وغير مباشرة‏,‏ وأضيف إلي ذلك انتقال عدوي التسلط من الحزب الوطني إلي الأحزاب الرسمية المعارضة‏,‏ ومن ثم انتقال البنية البطريركية التراتبية من السلطة القائمة إلي الأحزاب التي غدت لا تختلف في بنياتها الداخلية عن بنية السلطة القائمة في الأغلب‏,‏ سواء من حيث البناء الهرمي أو التراتب العمري الذي يضع الشباب في الذيل‏,‏ أو يجعل هذه الأحزاب في حال من الجمود الغالب‏,‏ فبدت كأنها صورة مماثلة للنظام الحاكم‏.‏
ثالثا‏:‏ إفساد الممارسة الديمقراطية بتقليص الحريات إلي أقصي درجة‏,‏ واحتكار وسائل التعبير والإعلام‏,‏ ومنها الصحافة التي أطلق عليها اسم قومية كما لو كان غيرها يفتقد هذه الصفة النبيلة‏,‏ فكان الوضع أشبه بتسمية جماعة الإخوان المسلمين التي توهم أن أعضاءها هم المسلمون وغيرهم لا ينتمي إلي الإسلام مثلهم وأضف إلي ذلك وسائل الإعلام وأصحاب الفكر الحر فيها‏,‏ سواء كان الإعلام حكوميا أو خاصا‏,‏ وما حدث لكل من حمدي قنديل وعمرو أديب ومحمود سعد مثال يدل علي حالات أخري من القمع المباشر وغير المباشر‏,‏ المعلن وغير المعلن‏,‏ في كل وسائل الإعلام‏,‏ وكانت النتيجة أن تحولت وزارة الإعلام إلي وزارة دعاية للحزب وحكومته‏,‏ وتحولت الجرائد والمجلات القومية في أغلبها إلي جرائد ومجلات يغلب عليها النفاق والملق والمداهنة‏,‏ واقترن التعيين فيها بالولاء للحزب الوطني والطاعة الكاملة له‏,‏ فضلا عن التبرير لأفعاله والتخييل بصادق وطنيته إلا من عصم الله‏.‏
رابعا‏:‏ تشجيع التحالف الشائن بين السلطة ورأس المال‏,‏ وتبنيه والدفاع عنه للأسف وهو الأمر الذي تسبب في نهب المال العام وأراضي الدولة معا‏,‏ سواء من أصحاب الثروة الذين أوصلهم الحزب إلي الوزارة‏,‏ أو الذين عينهم وزراء‏,‏ أو الذين استغلوا علاقاتهم ومراكزهم القوية حزبيا في المتاجرة بأمراض المواطنين‏,‏ وذلك بما انقلب بمهنة الطب من رسالة إنسانية إلي وسيلة للتربح وتكديس الملايين‏,‏ فظهر أباطرة التجارة بصحة المواطنين في موازاة إمبراطور صناعة الحديد الذي كان لسوء ذمته المالية والسياسية ما أدي به إلي احتكار صناعي‏,‏ حدث تحت أعين الشعب ورغم أنفه‏,‏ أضف إلي ذلك الذين تسببوا في كوارث أودت بحياة الآلاف من الأرواح البريئة‏,‏ ابتداء من كارثة العبارة الشهيرة‏,‏ وليس انتهاء بالمتاجرة بمستلزمات طبية فاسدة‏,‏ أو نهب الأموال المخصصة لعلاج المواطنين الذين فقدت أغلبيتهم الرعاية الصحية‏,‏ في موازاة فقد التعليم السليم‏,‏ والتكافل الاجتماعي الذي هو قرين العدالة الاجتماعية ولن ننسي نواب القروض‏,‏ أو الذين استغلوا عضويتهم في مجلس الشعب أو الشوري في تعيين الأقارب والمحاسيب والتسابق في مخالفة القانون‏.‏
خامسا‏:‏ الإسهام في خلق أوضاع غير إنسانية من التمييز الاجتماعي والطبقي بين أغلبية ساحقة من الفقراء الذين ازدادوا فقرا وجوعا‏,‏ والأغنياء الذين ازدادوا ثراء وفحشا وفجورا‏,‏ يعف قلمي عن ذكر أمثلته المعروفة‏,‏ وهو الأمر الذي وصل بالتمييز الطبقي إلي ذروته الوحشية التي اقترنت بوصول أكثر من أربعين في المائة إلي خط الفقر‏,‏ ووصول ملايين إلي ما دون خط الفقر بكثير‏,‏ في أوضاع غير مسبوقة من المهانة‏,‏ غاب فيها حتي رغيف الخبز‏,‏ وشرب المعذبون في الأرض من مياه مختلطة بأوساخ الصرف الصحي‏,‏ وأكلوا خضراوات مروية بمياه المجاري‏,‏ وسمعنا للمرة الأولي‏,‏ في التاريخ المصري الحديث‏,‏ عن من ماتوا في طوابير التزاحم علي رغيف خبز‏,‏ ناهيك عن إنفلونزا الخنازير التي كان شباب الإخوان المسلمين أكثر فاعلية في مقاومتها من شباب الحزب الوطني‏,‏ وقس علي ذلك غيره‏.‏
ومع ذلك كله‏,‏ كانت حكومة الحزب الوطني وأمانة سياساته تتباهي بمعدلات تنمية‏,‏ لم ينل المحرومون شيئا منها‏,‏ وقد صدق الفريق أحمد شفيق‏,‏ رئيس الوزراء الذي أحترمه وأثق في نزاهته وجديته‏,‏ عندما سخر من أوهام قادة هذا الحزب وأمانة سياساته عندما تخيلوا أن خطتهم في التنمية أشبه بزراعة شجرة تفاح علي الشعب الفقير الانتظار الطويل إلي أن تثمر وتتساقط ثمارها‏,‏ لكن الثمار لم تسقط علي المحرومين‏,‏ فقد قطفها الذين يملكون ما يكنزون الثروة‏,‏ ولم تصل إلي الفقراء من الأغلبية المعذبة في الأرض‏,‏ فكان الغضب المكتوم قرين العنف الذي لم يكف عن ممارسته الذين لا يجدون ما يأكلون أو ينفقون‏,‏ خصوصا في العشوائيات وعزب الصفيح التي لا تزال محتدمة بالغضب والحقد علي سكان المدن السياحية والـ‏Compounds‏ الراقية واعتصر الألم قلوب الشرائح الدنيا من أبناء الطبقة الوسطي الذين لم يجدوا سوي التعليم الحكومي المجاني‏(‏ ؟‏!)‏ بالغ السوء والتخلف بينما أبناء غيرهم يدخلون مدارس راقية مثل أسرهم‏,‏ وتتراوح تكاليف التعليم في بعضها ما بين ثلاثين ألفا‏,‏ وما يزيد عن المائة ألف جنيه‏,‏ حيث توجد حمامات السباحة الفاخرة إلي جوار مسارات الخيول وما أشبه مما لا يعلمه ابن من أبناء الطبقة الوسطي مثلي‏,‏ فأصبح التعليم موازيا للتناقض الطبقي الرهيب بين أكثرية محرومة وأقلية محدودة جدا وكان ذلك نتيجة امتلاك حوالي خمس وعشرين أسرة في مصر للثروة والسلطة‏,‏ الأكثرية الغالبة منها مقربة من سدنة الحزب الوطني‏.‏
وكان ذلك نتيجة انفراد عدد بالغ القلة من الأسر التي امتلكت الثروة واحتكرت السلطة بفضل عضوية الحزب الوطني‏,‏ والصعود الانتهازي السريع لدرجاته‏,‏ فانقسم المجتمع انقساما عدائيا ما بين أكثرية أضناها الفقر‏,‏ ظلت أسيرة مساكنها البائسة وعشوائيتها المحتشدة بالعنف والجهل والمرض والعقائد الخرافية‏,‏ التي ضحك بها علي عقولهم من يماثلونهم في الجهل بأمور دينهم الذي يأمر بالبر والتقوي والتكافل الملازم للعدل الاجتماعي الذي ضاع تحت أقدام الذين كدسوا المليارات‏,‏ ونهبوا ثروات الشعب بلا رحمة‏.‏
ما فعله الحزب الوطني بمصر‏(2)‏
وأواصل الحديث عن نتائج السياسات الكارثية للحزب الوطني‏:‏
سادسا‏:‏ تدمير معني الدولة المدنية الحديثة ولوازمها المقترنة بتداول السلطة وحرية تكوين الأحزاب وإصدار الصحف ووضع القيود المستحيلة لانتخابات الرئاسة‏.‏
هكذا‏,‏ أصبح الدكتور أحمد فتحي سرور رئيسا‏,‏ راسخا متكررا‏,‏ لمجلس شعب قائم علي التزوير‏,‏ وتجاهل القانون أو لي عنقه بإعلان أن المجلس اسيد قرارهب وظل احتكار السلطة صاحبة القرار مقصورا علي الأغلبية الساحقة المنتسبة إلي الحزب الوطني‏,‏ كما ظل السيد صفوت الشريف أمينا عاما للحزب ورئيسا لمجلس الشوري ورئيسا للجنة إقرار الأحزاب الجديدة‏,‏ فلم تقبل لجنة تشكيل الأحزاب إلا القليل النادر من الأحزاب المعارضة التي توهمت إمكان تدجينها‏,‏ وكانت النتيجة تعديل وصياغة مواد في الدستور‏,‏ كانت بمثابة فضيحة ووصمة عار لترزية القوانين الذين وضعوها وكل ذلك في موازاة الصمت عن ما يحدث للمدافعين عن لوازم الدولة المدنية الحديثة تداول السلطة‏,‏ التعددية الحزبية الحقة‏,‏ الممارسة الحزبية النزيهة‏,‏ حقوق المواطنة وحقوق الإنسان في آن وهو الأمر الذي أدي إلي مطاردة أصحاب الفكر الحر‏,‏ والسكوت المتواطئ‏,‏ بالصمت والسلبية‏,‏ أمام القضايا التي رفعها دعاة الدولة الدينية الذين اخترقوا القضاء‏,‏ ونجحوا في إصدار أحكام ضد أحرار الفكر من دعاة الدولة المدنية‏,‏ وذلك في دولة يدعي حزبها الحاكم أنه حزب مدني‏,‏ ويقيم دولة مدنية‏,‏ رغم أنه ظل ينافق قوي الإسلام السياسي‏,‏ ويزايد عليها‏,‏ بشعارات منافقة‏.‏
سابعا‏:‏ اقترن التمييز الطبقي بين أغلبية الشعب المحروم من حقوقه الإنسانية والشرائح الاجتماعية الحاكمة بالتمييز الديني الذي ابتدأ منذ أن تحالف السادات مع جماعات الإسلام السياسي‏,‏ بوصفه االرئيس المؤمنب الذي يدعو إلي دولة االعلم والإيمان‏,‏ ناسيا االعلمب في سبيل إيمان شكلي لإرضاء حلفائه من تيارات الإسلام السياسي‏,‏ معتمدا تأويلات دينية مغلوطة لتأكيد وجوب طاعة أولي الأمر‏,‏ وتطابق القوانين مع أحكام الشريعة‏,‏ وذلك علي نحو أدي إلي تديين الدولة‏,‏ فنشأ الاحتقان الطائفي‏,‏ بعد أن أسلم السادات مفاتيح الجامعة للإخوان المسلمين‏,‏ وسمح لهم بنشر أفكارهم الدينية المعادية لمبدأ المواطنة‏,‏ علي امتداد الوطن‏,‏ فانتشروا إنتشار النار في الهشيم علي امتداد المدن الصغيرة والقري‏,‏ متحالفين مع خطباء مساجد ووعاظ زوايا‏,‏ مارسوا تشويه صورة الإسلام في عقول أغلبية محرومة من التعليم السليم‏,‏ والثقافة التنويرية‏,‏ والرعاية الصحية أو الاجتماعية‏,‏ في موازاة أزمات اقتصادية طاحنة ساعدت تيارات الإسلام السياسي علي إشاعة ثقافة التخلف والتعصب في آن وكانت النتيجة تخلق الاحتقان الطائفي وتفاقمه‏,‏ وتزايد تجاهل شعار‏1919‏ الدين لله والوطن للجميع وتوالت الفتن الطائفية من قبل أحداث الزواية الحمراء‏,‏ ولم تتوقف في زمن الرئيس السابق الذي سمح للحزب الوطني أن يمارس سياسة التديين القائمة علي النفاق الديني والمنفعة السياسية والنهب لأموال المطحونين من المعذبين في الأرض‏,‏ أولئك الذين وجدوا عزاء في ما تشيعه الأجهزة الإيديولوجية لجماعات الإسلام السياسي من أن الإسلام هو الحل والدولة الدينية هي الخلاص وكان ذلك في موازاة تكفير دعاة التنوير وأفكار الدولة المدنية‏,‏ وذلك في غيبوبة وسائل الإعلام الحكومي التي تحولت إلي أجهزة عاجزة‏,‏ في موازاة حزب وحكومة يفتقدان القدرة علي فهم ما يجري‏,‏ يوما بعد يوم‏.‏
ثامنا‏:‏ تشويه الثقافة المصرية‏,‏ في معناها الشامل الذي يعني التثقيف الملازم للوعي الاجتماعي في انفتاحه علي العالم وتقبله للحوار وقبول المختلف وتبني ثقافة التقدم‏,‏ فسادت ثقافة التخلف التي ضمت ثقافة الإذعان السياسي والقبول بالأمر الواقع واحتمال الظلم والاستكانة له‏,‏ فضلا عن التعصب للرأي الواحد‏,‏ وتقديس الحاكم المرتبط بالنفاق والكذب فضلا عن التدين الشكلي‏,‏ وسري التراتب الاجتماعي إلي الثقافة فجنحت إلي النخبوية‏,‏ وتجاهلت الفكر الشاب‏,‏ خصوصا الواعد منه بأدوات اتصاله الحديثة‏,‏ ذلك علي الرغم من أن بذور الثورة كانت تتخمر في وعي الفكر الشاب‏,‏ وتظهر علاماتها علي شاشات الكمبيوتر الذي لم يقرأه أحد‏,‏ ولم تصل رسائله إلي أولي الأمر إلي أن هبت رياح الثورة في الخامس والعشرين من يناير‏,‏ بعد مقدمات لم ينتبه إليها أحد‏,‏ ورسائلها لم يعرها انتباها أولو الأمر الذين ادعوا أنهم حكومة القرية الذكية التي تحولت إلي اسم بلا مسمي ولا أنكر شخصيا مسئوليتي في هذا الجانب‏,‏ وأبادر إلي لوم نفسي علي إغفالها‏,‏ وعدم الانتباه إلي هذا الشباب الغاضب ولكن عذري أنني كنت أتبني أفكاره مع قلة وطنية في ما كتبناه من مقالات أو ما أعلنا عنه في حواراتنا لكن علينا الاعتراف بأن فكر هذا الشباب الذي فجر الثورة الوطنية كان أكثر جذرية من فكرنا‏,‏ وحركته أسرع من حركتنا‏,‏ وجذريته الحدية أكثر فاعلية في نتائجها العملية من رفضنا الذي لم يخل من نزوع إصلاحي‏,‏ نحن الذين جاوزنا الخامسة والستين من أعمارنا‏.‏
تاسعا‏:‏ يضاف إلي مسئولية الأجهزة الثقافية للدولة مسئولية الفساد الأخلاقي الذي انتقل من أعلي القمة إلي أدناها‏,‏ فكان وجها فاعلا ومتفاعلا مع أخلاق التخلف التي أصبحت سائدة بفعل عوامل عديدة‏,‏ شجعت عليها الأجهزة السياسية والإيديولوجية للدولة التسلطية التي تحكم باسم الحزب الوطني‏,‏ أو يحكم الحزب الوطني باسمها بلا فارق هكذا نشأت أخلاق العنف في سلوك المواطنين‏,‏ تلك التي هي نوع من الدفاع عن النفس في مواجهة أعداء محتملين في كل وقت‏,‏ خصوصا بعد غياب الشعور بالأمان ولا تفارق أخلاق العنف النوازع السلوكية التي تنطوي علي رغبة الانتقام من الظالمين الذين أسقطت رغبة التدمير صورهم حتي علي الأبرياء من أبناء الشرائح المستورة من الطبقة الوسطي‏,‏ فضلا عن العليا وهي رغبة تجلت‏,‏ ولا تزال‏,‏ في نزوع تدميري في التعامل مع كل ما ينتمي إلي الدولة‏,‏ سواء علي مستوي المباني الحكومية أو المرافق العامة أو المواصلات التي لم يشعر الفقراء المحرومون من كل شيء أنها ملكهم قط‏,‏ بل ملك أعدائهم‏.‏ ويتصل بأخلاق العنف ظاهرة المقتولين القتلة وهي تسمية استعيرها من شعر صلاح عبد الصبور وهي نتيجة أن القمع الواقع علي المواطنين معد‏,‏ وينعكس من المقموع علي غيره المساوي له أو الأدني‏,‏ كما يحدث عندما يقمع الرئيس المرءوس‏,‏ فيمارس المرءوس القمع الذي وقع عليه علي من هو أدني منه‏,‏ أو يمارس الأب المقموع في العمل‏,‏ أو الأم المقموعة من الأب‏,‏ القمع الواقع عليهما مع الأبناء‏,‏ وهكذا فيما يجعل المقتول قاتلا‏,‏ أو المقموع قامعا إلي ما لا نهاية وأوضح ما تكون هذه الظاهرة السلوكية في حوار المثقفين الذين ما أسرع ما يتحولون إلي إخوة أعداء‏,‏ إذا اختلف أحدهم مع غيره عاداه‏,‏ وأطلق عليه ما يفيض من انفعال علي لسانه دون ترو‏,‏ فتتكاثر الاتهامات بينهم والخلافات‏,‏ رغم دعواهم بأنهم من دعاة حق الاختلاف وديمقراطية الحوار‏,‏ ولكن الديمقراطية كالحوار سلوك وأخلاق وثقافة لا تعرفها المجتمعات المقموعة بأمثال الحزب الوطني وحكوماته‏.‏
ولا تتباعد عن هذه الظاهرة الأخلاقية الثقافية ما يلازمها من اختلاط القيم‏,‏ فأصبح الكذاب صادقا‏,‏ والسارق أمينا‏,‏ والصغير كبيرا‏,‏ واللص ناهب ثروات الشعب محسنا فاعلا للخير‏,‏ والجاهل عالما‏,‏ والصغير كبيرا‏,‏ واللاأديب أديبا‏,‏ والخائن وطنيا‏,‏ وكلها متناقضات لا تنفصل عن ازدواج الشخصية‏,‏ كأننا نري تجليات كثيرة لأمثال دكتور جيكل ومستر هايد‏,‏ فأصبحت الأقوال نقيض الأفعال‏,‏ والشعارات المرفوعة للتغطية علي الحقائق الموجعة كثيرة‏,‏ والوعود نقيض النوايا‏,‏ وقد أدي كل ذلك وغيره إلي التكاسل الذي يخلو من الحماس للعمل في كل مجالاته‏,‏ وتأخير عمل اليوم إلي الغد‏,‏ كالحكومة التي يومها بسنة ولم يخل التكاسل من افتقاد الرغبة في التثقيف الذاتي‏,‏ سواء عند موظفي الحكومة أو العاملين في الدولة‏,‏ خصوصا في وطن لم تعد فيه سلطة تحترم المثقفين وتري فيهم قول فاعلة واقترن التكاسل بغياب الإحساس بالعدل أو وجود نظام للثواب والعقاب فكله عند العرب صابون أما التواكل فقد اقترن بالقدرية‏,‏ والهرب إلي الدين‏,‏ حيث عطف الله يعوض عن ظلم الظالمين‏,‏ وحيث انتظار غوثه ووعود جنته من زهور مضيئة في ظلمة المعذبين في الأرض‏,‏ فاستغل المتاجرون بالدين الفرصة‏,‏ وخلطوا الدين السمح والداعية إلي العدل والإحسان ورعاية ذوي القربي بما ليس منه‏,‏ فخلطوا المعاني النبيلة للجهاد باللوازم الخسيسة للإرهاب وكان ذلك في موازاة أخلاق التمييز التي ترفع من شأن الرجل علي المرأة المتهمة في عموم جنسها‏,‏ والأكبر في السن علي الأصغر سنا‏,‏ والمسلم علي غير المسلم والعكس صحيح‏,.‏
عاشرا‏:‏ تجميد حركة النخب الحاكمة وإيقاف حراكها الحيوي‏,‏ ابتداء من رئيس الدولة الذي جاوز الثمانين من عمره‏,‏ وظل يحكم لثلاثين عاما‏,‏ مرورا بأركان الحزب الوطني‏,‏ خصوصا قياداته التي جاوز أغلبها السبعين وعندما جاء الحرس الجديد الذي التف حول جمال مبارك‏,‏ تزايد انحراف الحزب وتكاثرت جرائمه‏,‏ وحدث زواج السلطة ورأس المال‏,‏ فظل الحرس القديم مهيمنا بمتوسط أعماره التي تدور حول ما فوق الستين أو السبعين‏,‏ وهي عدوي انتقلت منهم إلي رؤساء الأحزاب الذين يدور‏,‏ أغلبهم‏,‏ في المدار العمري نفسه وأعتقد أن ثورة الشباب التي تحولت إلي ثورة الشعب كله قد مست بلهبها هذا الجمود العمري للنخب السياسية التي شاخت‏,‏ وأكد حتمية انتقال السلطة إلي الشباب‏,‏ وضرورة التحول من حكم العواجيز بالمعني المادي والمعنوي إلي حكم الشباب صحيح أن هناك من يجاوز الخامسة والستين‏,‏ أو حتي السبعين‏,‏ غير أن فكره لا تفارقه حيوية الفكر الشاب وتجدده لكن علينا النظر إلي العالم من حولنا‏,‏ ونتذكر أن قادة ثورة يوليو‏1952‏ كانوا في الثلاثينيات من عمرهم‏,‏ وأن أغلب قادة العالم المتقدم‏,‏ الآن‏,‏ لم يجاوزوا الستين من العمر‏,‏ فقد تولي توني بلير رئاسة الحكومة البريطانية‏,‏ وهو في الأربعينيات‏,‏ وأوباما رئيس أكبر وأهم دولة في العالم بينه وبين الستين سنوات‏,‏ وقل الأمر نفسه‏,‏ تقريبا‏,‏ علي رئيس وزراء إنجلترا الحالي‏,‏ وأعتقد‏,‏ جازما‏,‏ أن علي أبناء جيلي والجيل السابق عليه أن يتركوا الراية للأجيال الشابة التي يتحرك متوسطها العمري ما بين الثلاثينيات والخمسينيات‏,‏ فقد آن الأوان أن نترك الصدارة لهذه الأجيال‏,‏ وأن تكتفي الأجيال التي ننتسب إليها بالكتابة أو المشورة‏,‏ أما التصدي للقيادة‏,‏ فقد أثبتت ثورة الخامس والعشرين من يناير أن القيادة لابد أن تتولاها أجيال شابة شريفة نزيهة‏,‏ حريصة علي مصالح الشعب‏,‏ منحازة إلي الفقراء‏,‏ نظيفة اليد النظافة التي لم يعرفها أمثال أحمد عز الذي قاد الحزب الوطني إلي نهايته‏,‏ عندما أدار أكبر حركة تزوير للانتخابات‏,‏ عرفها التاريخ المصري الحديث‏,‏ وقاد أبشع عمليات التربح التي ضاعفت ملياراته التي ينظر في شرعيتها القضاء الآن نريد شبابا نظيفا وطنيا مثل وائل غنيم وأمثاله الذين ضربوا لنا أروع أمثلة الفداء لوطنهم‏,‏ في ثورة أضاءتها دماء أقرانهم التي حصدت أرواحهم رصاصات الغدر والخيانة الوطنية‏,‏ مسجلة آخر جرائم الحزب الوطني التي قضت عليه تماما‏.‏
ولذلك كله أصابني الغضب والاشمئزاز عندما اختلف معي بعض رموز الحزب الوطني في أول وآخر جلسة مجلس وزراء حضرتها‏,‏ وقال في حماس سلطوي هذه حكومة الحزب الوطني‏,‏ فقلت لنفسي سأجرم في حق نفسي وبلدي والشهداء الشباب الذي افتدوا الوطن بأرواحهم لو بقيت في هذه الحكومة‏,‏ أو حضرت لها مجلسا آخر‏.‏




</TD></TR></TABLE>
صالون مغيث I_up_arrow صالون مغيث I_down_arrow<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0>

<TR>
<td vAlign=center>صالون مغيث I_icon_profile صالون مغيث I_icon_pm صالون مغيث I_icon_email صالون مغيث I_icon_www </TD></TR></TABLE>
سامى امين
سامى امين
مدير عام موقع ميت الفرماوى
مدير عام موقع ميت الفرماوى

عدد المساهمات : 3391
نقاط : 24910
السٌّمعَة : 23
تاريخ التسجيل : 21/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى