بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
بحب بلدى(مصطفى الشربينى)
التبادل الاعلاني
للتبادل الاعلانى يرجى ترك رساله او الاتصال على الرقم التالى01501828730
الاداره:-مصطفى الشربينى
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
سامى امين - 3391 | ||||
Admin - 304 | ||||
ahmed nazeih - 68 | ||||
د احمدحسن - 49 | ||||
محمد سمير - 44 | ||||
عادل مصلحى - 40 | ||||
خالد الملاح - 39 | ||||
منتصر - 27 | ||||
احمد محمد سعيد جاد - 26 | ||||
هيثم كمال1 - 24 |
مقالات الصحفى مصطفى الشربينى
مقالات الكاتب الصحفى مصطفى الشربينى
حصريا على موقع ميت الفرماوى
mostafaahmedelsherbiny@yahoo.comعبد الحميد شتا - شهيد الاحباط
صفحة 1 من اصل 1
عبد الحميد شتا - شهيد الاحباط
الأهرام السبت 20 سبتمبر 2003 لــ محمد البرغوثي
ابن قرية الفرماوي
( شهيد الإحباط )
في قرية الفرماوي بمحافظة الدقهلية يعيش الآن المزارع علي شتا البالغ من العمر 65 عاما , موزعا يومه بين الذهول الرهيب عن كل ما حوله , والنحيب الهستيري علي قبر ابنه الشاب النابغة عبد الحميد , الذي أنتحر قبل أسابيع , في لحظة فارقة من عمر أسرة لا يملك عائلها من كل أسباب الحياة غير تعليم أبنائه , ولا تزين بيته المتواضع غير شهادات التقدير والتفوق المعلقة علي حوائط مبنية من الطوب اللبن .
كان عبد الحميد أحد ثلاثة أشقاء لا يعرف الناس عنة شيئا غير الطيبة والنبوغ الدراسي . السيد الشقيق الأكبر حاصل علي ليسانس لغة فرنسية عام 1993 , وكان الثاني علي دفعته , ورضا الشقيق الأصغر الطالب الآن في السنة النهائية بكلية الطب , وكان مجموع درجاته في الثانوية العامة 101 % , وتقدير " ممتاز "في كل سنوات الدراسة الماضية . أما عبد الحميد فقد حصل علي 85 % في الثانوية العامة ـ شعبة أدبي ـ عام 1995 , وكانت هذه ( غلطة ) لن يكررها أبدا , لأنه يعرف أنه لا يملك ترف إعادة سنة دراسية واحدة , وإرضاء لوالده التحق بكلية التربية جامعة الزقازيق , وتقدم بأوراقه لامتحان الثانوية مرة أخري , وفي هذه السنة تمكن من إحراز المركز الأول علي الدفعة في قسم الجغرافيا بكلية التربية , والحصول علي مجموع 95 % في الثانوية العامة , فترك التربية والتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1996 . ومن السنة الأولي في الكلية ترك انطباعا شديد التأثير لدي زملائه وأساتذته .
يصفه الباحث رضا عطية مدير مركز القرار الاستشارات , والذي عرف عن قرب بقولة : كان عبد الحميد أصغر مني بخمس سنوات تقريبا , ولكني عرفت الكثير عن نبوغه وهو لم يزل طالبا بالسنة الثانية .. وعندما تخرج وعمل معنا في مركز القرار فوجئت بأنة موسوعة متنقلة , إذا وجد في مكان فهو المرجع الموثوق به في أي معلومة يريدها أي باحث أو دارس , كان جباراً علي نفسه , ولكنه كان حانيا علي أهله وزملائه ومطيعا إلي أبعد حد لأساتذته ورؤسائه في كل مكان عمل فيه , وقد ظل طيلة سنوات الدراسة وبعد تخرجه عام 2000 وحتى وفاته في 29 يوليو الماضي , يعمل لمدة 18 ساعة يوميا , قارئا نهما , وباحثا دءوبا , تمكن من إجادة اللغة الإنجليزية إجادة تامة علي نفقته الخاصة , وبعد التخرج حصل علي دورات مكثفة في اللغة الفرنسية , وما أن تمكن منها حتى ألتحق بمركز لتعليم اللغة الألمانية , وكان ينفق كل جنية من أبحاثه المنشورة في العديد من الدوريات المحترمة , علي شراء كتبة والمعاجم ومساعدة أهلة , كما كان عبد الحميد متمكنا من استخدام العديد من برامج الكمبيوتر
هل كان في تصرفاته ما يشير إلي أنة سيقدم علي الانتحار , لمجرد استبعاده من قائمة المقبولين في التمثيل التجاري ؟
يجيب رضا : لم يكن الاستبعاد من التمثيل التجاري هو الإحباط الأول الذي يتعرض له عبد الحميد , فقد كان معروفا طيلة سنوات الدراسة بنبوغه , ولم يعين معيدا لأنه لم يجد من يتبناه , وكان مثلا مشرفا للباحث الممتاز بعد تخرجه , ولكن كل مراكز الدراسات قبلته باحثا بالقطعة ,دون أدني أمل في التعيين , وعندما أعلنت وزارة التجارة الخارجية عن حاجتها عام 2002 لموظفين في التمثيل التجاري , سارع عبد الحميد إلي تقديم أوراق ،وقد ظل طيلة عام كامل يؤدى امتحانات مرهقة تحريرية وشفوية في العلوم السياسية والاقتصادية واللغات والكمبيوتر , وأجتاز كل الامتحانات بسهوله شديدة , حتى تم اختياره ضمن 43 متقدما فقط لشغل هذه الوظيفة المميزة , وكنا جميعا نعلم , أنه كان أكثر المتقدمين استحقاقا لشغل هذه الوظيفة , وإنها سيتسلم عملة في التماثيل التجارية بعد أسابيع قليلة من أخر اختبار ولم يكن يخطر علي بالة أحد أنه سيستبعد بمفردة في اللحظة الأخيرة , بحجة أنة غير لائق اجتماعيا , ويبدو أنة قرار الاستبعاد نزل علية كالصاعقة , فأفقده توازنه , وقضي علي كل أماله في الحياة . .(( أخر ما يفقده المرء هو الأول )) .. تلك هي الحكمة الأثيرة التي كان عبد الحميد شتا يلقنها دائما بشقيقة الأصغر "رضا" طالب الطب , الذي كان عبد الحميد بالنسبة له خصوصا هو القدوة والسند هو الممول الوحيد لكن احتياجاته المادية التي تعينه علي مواصلة الدراسة , وهو الراعي الأول لنبوغه والمتابع الدءوب لكل صغيرة وكبيرة في حياته حتى أنه مكالماته تليفونية أجراها يوم انتحاره ترك مع زوجة شقيقة السيد , وصية أخيره كان رضا هو محورها : ( سلمي علي أبويا وأمي : وقوالي لسيد خد بالك من رضا : خليك معه لحد ما يكمل دراسته وخدوا بالكو من بعض ) . ما أن وصلت هذه الرسالة إلي السيد ورضا , حتى أنتبهما قلق غامض .. فسارعا إلي الاتصال به علي تليفونه المحمول , ولكنه ظل مغلقا طيلة نهار 29 يوليو فسارع رضا إلي السفر إلى القاهرة ليلا , قاصدا مسكنة في منطقة بين السريات القريبة من جامعة القاهرة , وفي السكن أخبره (( ماجد )) ـ أمين شرطة في الحرس الجامعي وزميل عبد الحميد في السكن ـ أنه خرج منذ الصباح ولم يعد , وظل رضا ينتظره حتى صباح يوم 30 يوليو , ولكنه لم يعد , وترك السكن للبحث عنه في مكتبات القاهرة , وفي مراكز بحوثها التي كان يتردد عليها , واتصل بكل زملائه , ولكنه لم يعثر له علي أثر وعندما علم من أحد زملائه المقبولين في التمثيل التجاري أن عبد الحميد تم استبعاده في اللحظة ( الأخيرة ) ظن رضا أن شقيقة انتابته حاله غضب , ولابد أنة الآن معتكف في مكان ما , مع أحزانه و احباطاتة , ولكن المؤكد أن عبد الحميد سيتجاوز هذه المحنة لأنة لم يفقد الأمل .
وكان اعتقاد رضا مبنيا علي أساس راسخ , وهو أن عبد الحميد أنتها قبل أسبوع واحد من استبعاده من التمثيل التجاري , من إنجاز رسالته للماجستير عن ( دور المحكمة الدستورية في الإصلاح السياسي في مصر ) تحت إشراف الدكتور إبراهيم درويش أستاذ القانون الدستوري والنظم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية , وأنه سيظهر قريبا جدا , وخصوصا أن الفصل الأخير من الرسالة حان موعد الاستلام من المكتبة .
ولكن أخوال رضا وأعمامه وصلوا مساء اليوم التالي إلى مسكن عبد الحميد في القاهرة وطلبوا من رضا التوجه معهم إلي مستشفي شبين لتسلم جثة عبد الحميد التي ظهرت طافية علي المياه أمام القناطر الخيرية , وفي انهيار تام تسلم رضا الجثة ومعها تقرير طبي تفيد أن الوفاة نتجت عن ( اسفكسيا الغرق ) .
هل أنتحر عبد الحميد يرفض الأب علي شتا , وولداه رضا والسيد تصديق فكرة الانتحار .. كما يرفضها أيضا المهندس وجدي العادلي عضو الوحدة المحلية بميت الفرماوي , والذي عرف عبد الحميد عن قريب في سنواته الأخيرة عرفه كإنسان متفوق ومتواضع, مؤدب ومتدين وبار بوالديه ووفي لاهله وخدوم إلي أبعد حد إن الرغبة الحارقة في استبعاد فكرة الانتحار كسبب للوفاة , مفهومة ومقبولة من أهلة وبنات قريته , الذي يدفعه حبهم بإنسان جدير بالاحترام والتقدير مثل عبد الحميد إلي تمنى أي سبب أخر للوفاة غير الانتحار .
ولكن غير المفهوم هو أن يبدوا أحمد عبادي المدير الفني لمكتب رئيس التمثيل التجاري , مذهولا إلي حد كبير , يدفعه للتساؤل : لماذا ينتحر إنسان علي هذه القدر من التفوق والنبوغ , ولدية كل هذه الإمكانيات , ويعمل في مراكز بحثية مرموقة ؟
هل التمثيل التجاري هو نهاية العالم ؟
وإذ يؤكد أحمد عبادي الذي أبلغ عبد الحميد بعدم قبوله في التمثيل التجاري بأنة لم يشرح أسباب عدم قبوله , لم يحدث أن قال له أنه ( غير لائق اجتماعيا ) .... وأنه حاول تهدئته عندما نظر علية الخبر كالصاعقة , فدفعه إلي الغضب الشديد , إذ يؤكد عبادي هذا كله , ينسي أن يدير ( ذهوله ) علي الوجه الأخيرة ليطرح سؤالا أكثر معقولية :
لماذا لم تقبلوه في التمثيل التجاري , وهو علي هذا القدر من النبوغ والتفوق , !
الوزير المفوض سعيد قاسم ورئيس التمثيل التجاري حتى 12 أغسطس الماضي , أجاب علي السؤال الأخير بأنه كرئيس للجنة التي أشرفت علي الامتحانات التي تقدم لها أكثر من 800 خريج ونجاح منهم 43 شخصا فقط كان من بينهم عبد الحميد , أرسلت استمارات التعارف الخاصة بهم إلي الجهات الأمنية , وعندما عادت هذه الاستمارات وجدنا تأشيرة تقول أن عبد الحميد ( غير مقبول أمنيا ) .
ومما قالوا أيضا سعيد قاسم أن عبد الحميد لم يكن أكثر المتقدمين نبوغا , ولم يكن ترتيبة الأول كما قالت بعض الصحف وأن نتائجه بالامتحانات التحريرية كانت متوسطة وخصوصا في الكمبيوتر وهل صحيح أنه تم قبول أبن شقيقك ضمن الدفعة التي تم استبعاد عبد الحميد شتا منها ؟
نعم ... تم قبول ابن شقيقتي , لأنه لا يوجد قانون يحرم ابن شقيقي من الالتحاق بالتمثيل التجاري , لان عمه رئيس التمثيل .
انتهي كلام سعيد قاسم , ولاكن تظل هناك حقائق كثيرة في قضية انتحار عبد الحميد شتا , منها أنه يحمل 6 شهادات تقديرية من مركز (IBM) في الشرق الوسط تفيد أنه حصل علي دورات في( الوندوز و الدوس والنت والاكسس والإكسل والبروجيكت ) بتقدير ممتاز في كل منها , ومن بين هذه الحقائق أيضا أنه لا يوجد بين أقارب عيد الحميد حتى الدرجة الرابعة , من سبق اتهامه في قضية جنائية أو سياسية.
أما أخطر هذه الحقائق فتتعلق بطلبة وتلاميذ قريته ميت الفرماوي , الذين باتوا علي يقين كامل من أن مؤهلات الترقي في الحياة ليس من بينها هذا الزمان التفوق العلمي أو الأستقامه والاجتهاد والعيش يشرف !
هذة قصة مؤلمة لشاب من شباب الفرماوى النجباء - عرضناها للذكرى ليس الا
راح ضحية عدم العدالة الاجتماعية والتمييز الطبقى
وشكرا؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ابن قرية الفرماوي
( شهيد الإحباط )
في قرية الفرماوي بمحافظة الدقهلية يعيش الآن المزارع علي شتا البالغ من العمر 65 عاما , موزعا يومه بين الذهول الرهيب عن كل ما حوله , والنحيب الهستيري علي قبر ابنه الشاب النابغة عبد الحميد , الذي أنتحر قبل أسابيع , في لحظة فارقة من عمر أسرة لا يملك عائلها من كل أسباب الحياة غير تعليم أبنائه , ولا تزين بيته المتواضع غير شهادات التقدير والتفوق المعلقة علي حوائط مبنية من الطوب اللبن .
كان عبد الحميد أحد ثلاثة أشقاء لا يعرف الناس عنة شيئا غير الطيبة والنبوغ الدراسي . السيد الشقيق الأكبر حاصل علي ليسانس لغة فرنسية عام 1993 , وكان الثاني علي دفعته , ورضا الشقيق الأصغر الطالب الآن في السنة النهائية بكلية الطب , وكان مجموع درجاته في الثانوية العامة 101 % , وتقدير " ممتاز "في كل سنوات الدراسة الماضية . أما عبد الحميد فقد حصل علي 85 % في الثانوية العامة ـ شعبة أدبي ـ عام 1995 , وكانت هذه ( غلطة ) لن يكررها أبدا , لأنه يعرف أنه لا يملك ترف إعادة سنة دراسية واحدة , وإرضاء لوالده التحق بكلية التربية جامعة الزقازيق , وتقدم بأوراقه لامتحان الثانوية مرة أخري , وفي هذه السنة تمكن من إحراز المركز الأول علي الدفعة في قسم الجغرافيا بكلية التربية , والحصول علي مجموع 95 % في الثانوية العامة , فترك التربية والتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1996 . ومن السنة الأولي في الكلية ترك انطباعا شديد التأثير لدي زملائه وأساتذته .
يصفه الباحث رضا عطية مدير مركز القرار الاستشارات , والذي عرف عن قرب بقولة : كان عبد الحميد أصغر مني بخمس سنوات تقريبا , ولكني عرفت الكثير عن نبوغه وهو لم يزل طالبا بالسنة الثانية .. وعندما تخرج وعمل معنا في مركز القرار فوجئت بأنة موسوعة متنقلة , إذا وجد في مكان فهو المرجع الموثوق به في أي معلومة يريدها أي باحث أو دارس , كان جباراً علي نفسه , ولكنه كان حانيا علي أهله وزملائه ومطيعا إلي أبعد حد لأساتذته ورؤسائه في كل مكان عمل فيه , وقد ظل طيلة سنوات الدراسة وبعد تخرجه عام 2000 وحتى وفاته في 29 يوليو الماضي , يعمل لمدة 18 ساعة يوميا , قارئا نهما , وباحثا دءوبا , تمكن من إجادة اللغة الإنجليزية إجادة تامة علي نفقته الخاصة , وبعد التخرج حصل علي دورات مكثفة في اللغة الفرنسية , وما أن تمكن منها حتى ألتحق بمركز لتعليم اللغة الألمانية , وكان ينفق كل جنية من أبحاثه المنشورة في العديد من الدوريات المحترمة , علي شراء كتبة والمعاجم ومساعدة أهلة , كما كان عبد الحميد متمكنا من استخدام العديد من برامج الكمبيوتر
هل كان في تصرفاته ما يشير إلي أنة سيقدم علي الانتحار , لمجرد استبعاده من قائمة المقبولين في التمثيل التجاري ؟
يجيب رضا : لم يكن الاستبعاد من التمثيل التجاري هو الإحباط الأول الذي يتعرض له عبد الحميد , فقد كان معروفا طيلة سنوات الدراسة بنبوغه , ولم يعين معيدا لأنه لم يجد من يتبناه , وكان مثلا مشرفا للباحث الممتاز بعد تخرجه , ولكن كل مراكز الدراسات قبلته باحثا بالقطعة ,دون أدني أمل في التعيين , وعندما أعلنت وزارة التجارة الخارجية عن حاجتها عام 2002 لموظفين في التمثيل التجاري , سارع عبد الحميد إلي تقديم أوراق ،وقد ظل طيلة عام كامل يؤدى امتحانات مرهقة تحريرية وشفوية في العلوم السياسية والاقتصادية واللغات والكمبيوتر , وأجتاز كل الامتحانات بسهوله شديدة , حتى تم اختياره ضمن 43 متقدما فقط لشغل هذه الوظيفة المميزة , وكنا جميعا نعلم , أنه كان أكثر المتقدمين استحقاقا لشغل هذه الوظيفة , وإنها سيتسلم عملة في التماثيل التجارية بعد أسابيع قليلة من أخر اختبار ولم يكن يخطر علي بالة أحد أنه سيستبعد بمفردة في اللحظة الأخيرة , بحجة أنة غير لائق اجتماعيا , ويبدو أنة قرار الاستبعاد نزل علية كالصاعقة , فأفقده توازنه , وقضي علي كل أماله في الحياة . .(( أخر ما يفقده المرء هو الأول )) .. تلك هي الحكمة الأثيرة التي كان عبد الحميد شتا يلقنها دائما بشقيقة الأصغر "رضا" طالب الطب , الذي كان عبد الحميد بالنسبة له خصوصا هو القدوة والسند هو الممول الوحيد لكن احتياجاته المادية التي تعينه علي مواصلة الدراسة , وهو الراعي الأول لنبوغه والمتابع الدءوب لكل صغيرة وكبيرة في حياته حتى أنه مكالماته تليفونية أجراها يوم انتحاره ترك مع زوجة شقيقة السيد , وصية أخيره كان رضا هو محورها : ( سلمي علي أبويا وأمي : وقوالي لسيد خد بالك من رضا : خليك معه لحد ما يكمل دراسته وخدوا بالكو من بعض ) . ما أن وصلت هذه الرسالة إلي السيد ورضا , حتى أنتبهما قلق غامض .. فسارعا إلي الاتصال به علي تليفونه المحمول , ولكنه ظل مغلقا طيلة نهار 29 يوليو فسارع رضا إلي السفر إلى القاهرة ليلا , قاصدا مسكنة في منطقة بين السريات القريبة من جامعة القاهرة , وفي السكن أخبره (( ماجد )) ـ أمين شرطة في الحرس الجامعي وزميل عبد الحميد في السكن ـ أنه خرج منذ الصباح ولم يعد , وظل رضا ينتظره حتى صباح يوم 30 يوليو , ولكنه لم يعد , وترك السكن للبحث عنه في مكتبات القاهرة , وفي مراكز بحوثها التي كان يتردد عليها , واتصل بكل زملائه , ولكنه لم يعثر له علي أثر وعندما علم من أحد زملائه المقبولين في التمثيل التجاري أن عبد الحميد تم استبعاده في اللحظة ( الأخيرة ) ظن رضا أن شقيقة انتابته حاله غضب , ولابد أنة الآن معتكف في مكان ما , مع أحزانه و احباطاتة , ولكن المؤكد أن عبد الحميد سيتجاوز هذه المحنة لأنة لم يفقد الأمل .
وكان اعتقاد رضا مبنيا علي أساس راسخ , وهو أن عبد الحميد أنتها قبل أسبوع واحد من استبعاده من التمثيل التجاري , من إنجاز رسالته للماجستير عن ( دور المحكمة الدستورية في الإصلاح السياسي في مصر ) تحت إشراف الدكتور إبراهيم درويش أستاذ القانون الدستوري والنظم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية , وأنه سيظهر قريبا جدا , وخصوصا أن الفصل الأخير من الرسالة حان موعد الاستلام من المكتبة .
ولكن أخوال رضا وأعمامه وصلوا مساء اليوم التالي إلى مسكن عبد الحميد في القاهرة وطلبوا من رضا التوجه معهم إلي مستشفي شبين لتسلم جثة عبد الحميد التي ظهرت طافية علي المياه أمام القناطر الخيرية , وفي انهيار تام تسلم رضا الجثة ومعها تقرير طبي تفيد أن الوفاة نتجت عن ( اسفكسيا الغرق ) .
هل أنتحر عبد الحميد يرفض الأب علي شتا , وولداه رضا والسيد تصديق فكرة الانتحار .. كما يرفضها أيضا المهندس وجدي العادلي عضو الوحدة المحلية بميت الفرماوي , والذي عرف عبد الحميد عن قريب في سنواته الأخيرة عرفه كإنسان متفوق ومتواضع, مؤدب ومتدين وبار بوالديه ووفي لاهله وخدوم إلي أبعد حد إن الرغبة الحارقة في استبعاد فكرة الانتحار كسبب للوفاة , مفهومة ومقبولة من أهلة وبنات قريته , الذي يدفعه حبهم بإنسان جدير بالاحترام والتقدير مثل عبد الحميد إلي تمنى أي سبب أخر للوفاة غير الانتحار .
ولكن غير المفهوم هو أن يبدوا أحمد عبادي المدير الفني لمكتب رئيس التمثيل التجاري , مذهولا إلي حد كبير , يدفعه للتساؤل : لماذا ينتحر إنسان علي هذه القدر من التفوق والنبوغ , ولدية كل هذه الإمكانيات , ويعمل في مراكز بحثية مرموقة ؟
هل التمثيل التجاري هو نهاية العالم ؟
وإذ يؤكد أحمد عبادي الذي أبلغ عبد الحميد بعدم قبوله في التمثيل التجاري بأنة لم يشرح أسباب عدم قبوله , لم يحدث أن قال له أنه ( غير لائق اجتماعيا ) .... وأنه حاول تهدئته عندما نظر علية الخبر كالصاعقة , فدفعه إلي الغضب الشديد , إذ يؤكد عبادي هذا كله , ينسي أن يدير ( ذهوله ) علي الوجه الأخيرة ليطرح سؤالا أكثر معقولية :
لماذا لم تقبلوه في التمثيل التجاري , وهو علي هذا القدر من النبوغ والتفوق , !
الوزير المفوض سعيد قاسم ورئيس التمثيل التجاري حتى 12 أغسطس الماضي , أجاب علي السؤال الأخير بأنه كرئيس للجنة التي أشرفت علي الامتحانات التي تقدم لها أكثر من 800 خريج ونجاح منهم 43 شخصا فقط كان من بينهم عبد الحميد , أرسلت استمارات التعارف الخاصة بهم إلي الجهات الأمنية , وعندما عادت هذه الاستمارات وجدنا تأشيرة تقول أن عبد الحميد ( غير مقبول أمنيا ) .
ومما قالوا أيضا سعيد قاسم أن عبد الحميد لم يكن أكثر المتقدمين نبوغا , ولم يكن ترتيبة الأول كما قالت بعض الصحف وأن نتائجه بالامتحانات التحريرية كانت متوسطة وخصوصا في الكمبيوتر وهل صحيح أنه تم قبول أبن شقيقك ضمن الدفعة التي تم استبعاد عبد الحميد شتا منها ؟
نعم ... تم قبول ابن شقيقتي , لأنه لا يوجد قانون يحرم ابن شقيقي من الالتحاق بالتمثيل التجاري , لان عمه رئيس التمثيل .
انتهي كلام سعيد قاسم , ولاكن تظل هناك حقائق كثيرة في قضية انتحار عبد الحميد شتا , منها أنه يحمل 6 شهادات تقديرية من مركز (IBM) في الشرق الوسط تفيد أنه حصل علي دورات في( الوندوز و الدوس والنت والاكسس والإكسل والبروجيكت ) بتقدير ممتاز في كل منها , ومن بين هذه الحقائق أيضا أنه لا يوجد بين أقارب عيد الحميد حتى الدرجة الرابعة , من سبق اتهامه في قضية جنائية أو سياسية.
أما أخطر هذه الحقائق فتتعلق بطلبة وتلاميذ قريته ميت الفرماوي , الذين باتوا علي يقين كامل من أن مؤهلات الترقي في الحياة ليس من بينها هذا الزمان التفوق العلمي أو الأستقامه والاجتهاد والعيش يشرف !
هذة قصة مؤلمة لشاب من شباب الفرماوى النجباء - عرضناها للذكرى ليس الا
راح ضحية عدم العدالة الاجتماعية والتمييز الطبقى
وشكرا؛؛؛؛؛؛؛؛؛
سامى امين- مدير عام موقع ميت الفرماوى
- عدد المساهمات : 3391
نقاط : 24910
السٌّمعَة : 23
تاريخ التسجيل : 21/11/2010
مواضيع مماثلة
» ابن قرية الفرماوي شهيد الاحباط
» شهيد الاحباط السفير المغتال عبدالحميد شتا بن ميت الفرماوى (ميت الفرماوى مصطفى الشربينى)
» على رضا عبد الحميد أمين
» شهيد الاحباط السفير المغتال عبدالحميد شتا بن ميت الفرماوى (ميت الفرماوى مصطفى الشربينى)
» على رضا عبد الحميد أمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 22 فبراير - 20:41 من طرف سامى امين
» حدث فى قرية البوها 22- 2- 202
الثلاثاء 22 فبراير - 20:30 من طرف سامى امين
» السادة نواب مجلس الشعب
الأربعاء 16 فبراير - 20:08 من طرف سامى امين
» المركز الاعلامى للنائبة المهندسة ميرفت عازر نصرالله
الأربعاء 9 فبراير - 19:28 من طرف سامى امين
» الكابتن عمرو عباده جاد وكيل البحث الجنائى بجنوب الدقهليه ابن ميت الفرماوى
الخميس 3 فبراير - 19:35 من طرف سامى امين
» الملك سعود
الثلاثاء 1 فبراير - 20:22 من طرف سامى امين
» بعشرة_جنية_هنطورها
الإثنين 31 يناير - 19:23 من طرف سامى امين
» بناء المساجد وإعمارها
الإثنين 31 يناير - 19:21 من طرف سامى امين
» ميت الفرماوي كوميكس
الإثنين 31 يناير - 19:20 من طرف سامى امين
» ممكن تبيع سنين .
الثلاثاء 25 يناير - 19:58 من طرف سامى امين