المسيرة الوطنية للحركة التعاونية (1 - 2)

ديسمبر 2013

24

[rtl]المسيرة الوطنية للحركة التعاونية (1 - 2)[/rtl]
[rtl]المصدر: جريدة التعاون[/rtl]
[rtl]بقلم: محمد الجمال[/rtl]

المسيرة الوطنية للحركة التعاونية (1 - 2) Getsubpic

المستشار: محمد الجمال

[rtl]

بدأ قطار التعاون مسيرته الوطنية فى مصر عام 1908 بقيادة أبوالتعاون المحامى الوطنى عمر لطفى زمن شروق شمس الجهاد من أجل الجلاء والاستقلال وبعث الروح الوطنية على يد زعيم الأمة مصطفى كامل حيث أدرك زعماء الحركة الوطنية المصرية أن الاستقلال السياسى وحده لا يكفى بل لابد من جناحين يصعد بهما إلى مستوى الآمال والأحلام الوطنية فى النهضة والحرية وهذان الجناحان هما الاستقلال الاقتصادى بعدم التبعية للمستعمر الذى كان يستنزف موارد البلاد وثرواتها الطبيعية، والاستقلال الاجتماعى والثقافى بإصلاح الريف الذى يمثل سكانه 85% من تعداد شعب مصر فى ذلك الوقت، ولا سبيل لذلك بغير التعاون بمبادئه وأهدافه السامية التى عرفتها وطبقتها شعوب كثيرة غيرنا منذ عام 1844م وحقق لها عزتها وكرامتها وحريتها واستقلالها الوطنى وفك أغلال الاحتكار والاستغلال بالتضامن والتكاتف والمحبة والإيثار وإنكار الذات وكلها قيم أخلاقية مستمدة من نور الرسالات السماوية الثلاث التى تؤمن بها الأمة المصرية وتتعايش بها فى أمن وسلام عبر الزمان.
وقد ظل التعاون فى مصر بدون تشريع أو قانون يعترف به وينظمه ويمنحه شهادة ميلاد رسمية كسائر مكونات الدولة المصرية، إلى أن اعترفت سلطة الاحتلال باستقلال مصر وصدور دستور 1923 كنتيجة طبيعية لثورة 1919، وكان سبب مماطلة المحتل فى الاعتراف الرسمى بالحركة التعاونية هو خشيته من أن تتحول الجمعيات التعاونية الوليدة إلى خلايا حية للجهاد الوطنى تُمكن المصريين من العمل بروح الفريق للمطالبة بجلاء المستعمر.
كما أن الخديوِ عباس حلمى لم يغِب عن ذاكراته قول والده الخديو توفيق للزعيم أحمد عرابى (ما أنتم إلا عبيد إحساننا) رداً على مطالبة الزعيم له بمجلس ينوب عن الأمة منتخب ديمقراطياً ودستور يرسم معالم الدولة ومنهج حياتها والفصل بين سلطاتها فلم يتخيل الحاكم الفرد المطلق اليد فى رقاب العباد، أن يتدرب المصريون على ممارسة الديمقراطية وحكم أنفسهم بأنفسهم من خلال الجمعيات التعاونية التى تختار جمعياتها العمومية بانتخابات ديمقراطية رئيسًا وأعضاء مجلس إدارة الجمعية من الأمناء الأكفاء مع إمكانية عزلهم واستبدالهم بغيرهم إذا فشلوا أو قصروا فى مسئولياتهم وواجباتهم تجاه الجمعية أو الأعضاء، لذلك ماطلت سلطة الاحتلال مع حاكم البلاد فى الاعتراف بالتعاون إلا بعد ثورة الشعب عام 1919 ومطالبته بالحرية والاستقلال والكرامة الإنسانية وكان التعاون من عام 1908م إلى عام 1923 معتمداً على المبادرات الشعبية الوطنية وجهاد الرواد فتأسست أول جمعية تعاونية فى مصر بقرية شبرا النملة مركز طنطا فى مطلع عام 1910 وتبعتها ثانية بقرية سنتماى مركز ميت غمر ثم ثالثة بقرية كوم النور بالمركز نفسه.
وبعد وفاة أبوالتعاون المحامى الوطنى عمر لطفى عام 1911 حمل أخوه المحامى أحمد لطفى المسئولية بعده وأسس عام 1912 النقابة العامة للتعاون بالقاهرة، وواصل الجهاد والكفاح حتى أصدرت الحكومة بضغط من زعماء الحركة الوطنية وعلى رأسهم زعيم الأمة سعد زغلول، أول قانون للتعاون فى مصر وهو القانون رقم 27 لسنة 1923م وتبعه صدور القانون الثانى رقم 23 لسنة 1927م لعلاج سلبيات وعيوب القانون الأول الذى كان مقتصراً على التعاون الزراعى فقط مع هيمنة وسيطرة الحكومة على الجمعيات التعاونية وعدم السماح بأى مشاركة شعبية حرة فى نشاطها فجاء القانون الثانى ليعترف بشيء من تلك الحرية مع توسيع دائرة التعاون ليشمل إلى جانب مجال الزراعة مجالى الاستهلاك والإنتاج، واستمر الجهاد الوطنى حتى صدور القانون الثالث رقم 58 لسنة 1944م الذى وسع دائرة المشاركة الشعبية مع إعطاء الحق فى تأسيس الاتحادات التعاونية وحرية إصدار المجلات والمطبوعات التعاونية لنشر الفكر والثقافة التعاونية فى المجتمع. [/rtl]

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
				1	2	3
4	5	6	7	8	9	10
11	12	13	14	15	16	17
18	19	20	21	22	23	24
25	26	27	28	29	30

المسيرة الوطنية للحركة التعاونية (1 - 2)

المسيرة الوطنية للحركة التعاونية (1 - 2)

المسيرة الوطنية للحركة التعاونية (1 - 2) :: تعاليق